-A +A
سعيد السريحي
من حق شركة الكهرباء علينا أن نسلم لها بما ادعته من اعتداء أحد المواطنين على أسلاك الضغط العالي حين قام بجمعها وتمريرها عبر جدران بيته، كما ظهر في الفيديو الذي تناقلته مواقع التواصل خلال اليومين السابقين، وأن نعتبر ما أقدم عليه ذلك المواطن، كما اعتبرته الشركة، مسألة خطيرة وغير مسبوقة، غير أن على شركة الكهرباء أن تسلم لنا إن رأينا أنها هي التي بدأت بالاعتداء على ذلك المواطن، وذلك حين قامت بتمرير أسلاك الضغط العالي عبر أرضه، كما تسلم لنا إن اعتبرنا اعتداءها ذاك مسألة خطيرة وإن لم تكن غير مسبوقة، فشركة الكهرباء لها سوابق مماثلة لم تتورع فيها عن تمرير أسلاك الضغط عبر أراض يمتلكها المواطنون، وكأنما هي ترى الأرض، كل الأرض، وأملاك المواطنين، حقا مشاعا لها لا تحتاج معه أن تراجع مخططات البلدية كي تعرف أين تقع أراضي المواطنين فتتلافى تمرير أسلاك الضغط العالي خلالها.

شركة الكهرباء التي كان الأولى بها أن تعتذر للمواطن عن اعتدائها على أرضه وتمريرها أسلاك الضغط العالي عبرها ودفعه إلى تصرف لا نستطيع أن نصفه إلا بالتصرف الأهوج، شركة الكهرباء بدل أن تفعل ذلك راحت تندد بما فعله ذلك المواطن وتؤكد على أنها لجأت إلى الجهات المختصة لمحاسبته على «السابقة الخطيرة» التي أقدم عليها، مذكرة بالمثل الشعبي الذي يقول: ضربني وبكى سبقني واشتكى، وإذا كانت شركة الكهرباء قد مررت أسلاك الضغط العالي عبر أرض أحد المواطنين فإنها ببيانها الذي نشرته «عكاظ» يوم أمس قد سببت الضغط العالي للمواطنين جميعا.


Suraihi@gmail.com