-A +A
عبير الفوزان
لا تستغرب هنا في السعودية عندما تدور قوائم أسماء لسيدات أو رجال في منشأة تعليمية أو بين مكاتب جهة ما للسؤال عن توجهاتهم قبل أن تتم دعوتهم لحضور مؤتمر، أو زيارة .. لا تستغرب مطلقا عندما تعلم أن هذه القوائم لنساء ورجال يعملون في الدولة، وربما يكتبون في إعلامها الرسمي، ويجدون جل الاحترام والتقدير من حكومتهم لتفانيهم ووطنيتهم، لا تستغرب أيضا أن هؤلاء لا يزالون على رأس العمل، ورغم ذلك فإن من يرأس تلك المنشآت له معاييره السرية التي لا يستطيع أن يفصح عنها أمام الملأ، أو أمام مجلس إدارة المنشأة، لكنه يحاول أن يتساءل هل فلان يشبه فلان، أو هل فلانة تشبه فلانة.. وهل ملف فلان أبيض، أو ملف فلانة أبيض!!

نعم.. هناك معايير خاصة لنصاعة تاريخك وملفك الأبيض لديهم، فليست الدولة هي من تحدد، بل هناك من يحدد، ولكن بصمت وإشارات تلميحية، كي لا تحسب عليه في لحظات الانكشاف.


هل نحتاج زمنا طويلا لتتمازج التوجهات والأمزجة لتصبح الجهود متضافرة لمصلحة الوطن، أم سيطول بنا المقام لنصرة الرأي الواحد، وهل سنصدق كل من يقف أمام عجلة التطور بدعاوى التمسك بالدين، لكي يتبعه أكبر شريحة ممكنة، حتى الفاسقين منهم، وذلك نصرة لرأيه لأسباب سرية أيضا؟!

أعلم.. يبدو مقالي هذا عائما لن يستطيع القارئ أن يمسك بطرفه، ولا أن يعرف أين سيذهب معه؟! لكن انكشاف المستور كان بمثابة صدمة أكبر من أن أكتب معها مقالا سهلا وواضحا.

هناك ماهو أكبر من السيول التي يدندن عليها كثير من أولئك كي يبعدنا عن فساد فكره، وفساد وطنيته.. أنه فساد الانتماء، وفساد الفكر الذي أن تفشى لن تستطيع أعتى الجيوش من أن تقف في وجهه.. حربنا اليوم وأمس وغدا ليست على الإرهاب فقط، بل يجب أن تكون على تلك الأفكار الأحادية، التي لها معاييرها الخاصة والسرية في الفساد والناس وحتى الدين!