-A +A
عبدالله عمر خياط
.. كتاب «المسعى المشعر والسوق» لم يصدر له مثيل في موضوعه لما اشتمل عليه من صور لجميع ما كان في المسعى من مواقع، ومنها العمائر والدكاكين والآبار والسقايات المشهور بالسيل، والمدارس وأسماء من تولى إدارتها، وأسماء الباعة ممن كان لهم متاجر ودكاكين بجانبي المسعى أو حولها، وما كان لهؤلاء الباعة من أهازيج في ساحات سوق مشعر المسعى وفي الكثير من صفحات الكتاب خرائط لمكة المكرمة ومشعر المسعى ومعها صور مختلفة نادرة، إلى جانب نماذج للإعلانات التي كانت تنشرها جريدة «أم القرى» كمثل هذين النموذجين:

(المتعهد الوحيد.. لبيع أعداد مجلة المنهل بمكة توحيداً لأماكن بيع أعداد المنهل أسندت إدارته تعهد بيع أعداده إلى السيد صالح فخراني أمام باب الصفا، وحصرت البيع بمحله اعتباراً من عدد شهر المحرم 1368هـ، فعلى راغبيها أن يراجعوا محله وقيمة العدد ريال واحد كالمعتاد).


(بباب الصفا.. يوجد جزم رجالي وحريمي وأطفال تشكيلات جديدة من أحسن الموديلات بأسعار مخفضة جداً بالقطاعي بسعر الجملة فبادروا إلى اقتنائها قبل نفادها لسفر صاحبها، والمراجعة مع محمد ميمني بباب الصفا بجوار دار الشيبي).

وفي ثنايا الكتاب أورد ما ذكره الأزرقي: «أن من العلم الذي على باب المسجد إلى المروة 500 ذراع ونصف ذراع، وقد حررنا مقدار ما بين العلم المشار إليه والأزج (العقد) الذي بالمروة فكان ذلك أربعمائة ذراع واثنين وتسعين ذراعاً - بتقديم التاء - وثلث ذراع بذراع اليد، وحررنا ما بين العلم الذي بالمنارة ووسط عقد الصفا فكان من سمت الميل الذي بالمنارة إلى عقود الصفا مائة ذراع وستون ذراعاً بذراع اليد.

وذكر الأزرقي ما يقتضي أن موضع السعي فيما بين الميل الذي بالمنارة، المقابل له لم يكن مسعى إلا في خلافة المهدي العباسي بتغيير موضع السعي قبله في هذه الجهة، وإدخاله في المسجد الحرام في توسعة المهدي له ثانياً، لأنه قال: حدثني جدي قال: لما بنى المهدي المسجد الحرام، وزاد فيه الزيادة الأولى اتسع أعلاه، وأسفله، وشقه الذي يلي دار الندوة، والشامي، وضاق شقه اليماني الذي يلي الوادي، والصفا، فكانت الكعبة في شق المسجد، وذلك أن الوادي كان داخلاً لاصقاً بالمسجد في بطن المسجد اليوم، قال: وكانت الدور وبيوت من ورائه في موضع الوادي اليوم إنما كان موضعه دور الناس وإنما كان ذلك من المسجد إلى الصفا في بطن الوادي، ثم يسلك في زقاق ضيق حتى يخرج إلى الصفا من التفاف البيوت فيما بين الوادي والصفا، وكان السعي في موضع المسجد الحرام اليوم، وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر عند جدار ركن المسجد الحرام اليوم عند موضع المنارة الشارعة في بحر الوادي فيها عَلَم المسعى، وكان الوادي يمر دونها في موضع المسجد الحرام اليوم».

صادق التحية والتقدير لصاحب الفضيلة المعالي الأستاذ الدكتور عبدالوهاب أبو سليمان لما أثرى به المكتبة الاسلامية من مؤلفات قيمة، والشكر لأخي معالي الدكتور سهيل حسن قاضي الذي تجشم العناء لشراء الكتاب من مكتبة بمكة المكرمة والتي تحتكر تسويق الكتاب وأهداني نسخة منه.

السطر الأخير: من شعر الأستاذ محمد حسن فقي - رحمه الله -:

كلّ حسنٍ يبلى وحسنكِ يا مكّةُ رغمَ البلى الفتيُّ العريقُ

دَرَجَ المصطفى عليكِ فأغلاكِ وأعلاكِ بعدهُ الصّدّيقُ