-A +A
محمد آل سلطان
أعجب ما يمكن أن تراه في المشهد السياسي والفضاء الثقافي الفكري في منطقتنا العربية حالياً هو ذلك السياسي والمثقف العروبي القومجي الذي باع عروبته وقضيته القومية في مراسم زواج فتنة فارسي لا يعرف هو نفسه أي طرف يمثل أهو من أهل الزوج أو الزوجة فقط لديه فكرة واحدة مسيطرة علية قائمة على الحسد والكمد من السعودية والخليج وأهل الجزيرة العربية.. ربما هي كيف لهؤلاء أن يصبحوا هم المدافعين عن لواء العرب والعروبة.. ؟!!

نعم هناك لحظات فارقة وحاسمة وساخنة ينماع فيها المزيف، ويظهر تحت وهج التحديات المعدن النفيس للأفكار والرجال.. والمتتبع لخطى ومسار القومجيين العرب تاريخياً، يكتشف ببساطة أن فكرة القومية العربية عندهم انحصرت ومنذ عقود أنه حيثما كان موقف السعودية وأشقائها في دول الخليج يكون القومجي البائس في الضد على الطرف النقيض مع أن الواقع أن الجزيرة العربية ودولها هم من يمثلون مكاناً ومكانة لغة وجذر العروبة ومنبعها..!! ولو كانوا قوميين حقيقيين لكانوا أول المباركين لانتصار الفكرة على الأقل!!


وأعترف حقيقة أنني عجزت عن فهم القومجي العربي الذي لم يعد منه إلا بقايا بائسة تطل برأسها هنا وهناك ومنبع استغرابي هو كيف لقومي عربي صدع رؤوسنا طوال عقود بفكرة القومية العربية ووحدة المصير أن ينحدر انحداراً ليكون خادماً تحت أقدام مشروع «الولي الفقيه» الطائفي الفارسي..؟! كيف له أن يكون «خامئني» الهوى والهوية وهو ينطق بلسان عربي مبين؟!! هل هي خيانة؟! وهي كذلك فعلاً!! ولكن ما يحيرني لماذا يقوم هؤلاء البقايا بتمجيد المشروع الفارسي في العراق والشام واليمن مع أن إيران لا تعدهم إلا «سحالي» كما صرح أحد نواب البرلمان الإيراني؟!! هل لأن لواء القومية وأمل الأمة أصبح معقوداً على الدول التي كان يصفها بأنها دول رجعية وفاسدة؟! هل لأن مشروعه القومي سواء عبر الناصرية أو البعثية أثبت فشله بسبب فساد ودموية أنظمته؟! هل لأن السعودية ودول الخليج مثلوا مشروعاً مغايراً نجحوا خلاله في بناء الدولة التي طورت إمكانياتها وأسعدت شعوبها ونقلتهم إلى فضاء العلم والتقدم بينما مشروعه مازال واقفاً في النقطة التي تركه فيها المستعمر بل انحدر نزولاً على كل المستويات؟!! هل بسبب نظرية عرب البترول وعرب الماء؟!! مع العلم أن هناك من امتلك البترول والماء معاً!!

أيها القومجي العروفارسي عجزت فعلاً أن أفهمك.. أو أفهم المصلحة التي تبتغيها من تطبيلك لمشروع فارسي يقوم بناؤه على أنقاض هدم العرب دولاً وشعوباً وقومية.. فإذا عجزت بك عقدك النفسية على أن تستوعب هذا فلن يعجز موئل العروبة والإسلام على أن يدافع عن أمته هو ومن معه من أبنائه المخلصين العرب من الخليج إلى المحيط.