-A +A
عبدالرحمن اللاحم
إعلان الميزانية لهذا العام جاء مختلفا من حيث الشكل والمحتوى؛ حيث جاءت الأرقام مبشرة بتنمية مستدامة وزيادة على غير المتوقع في الإنفاق الحكومي الذي سينعكس إيجابا على نشاط وحركة القطاع الخاص الرافد الأساسي لاقتصاد الدولة، كما أن إعلان الميزانية لم يقتصر فقط على رؤية اقتصادية تنحصر في العام المالي القادم وإنما هي خطة شاملة تمتد إلى عام ٢٠٢٠ بتفاصيل دقيقة ورؤية واضحة، إضافة إلى الشفافية العالية التي تحلى بها المسؤولون عند إعلان الموازنة المالية من خلال الإجابة على الكثير من التساؤلات التي يطرحها الشارع حول الأزمة المالية وكيفية معالجتها من قبل الحكومة، ولعل أبرز ما أعلن عنه يوم الخميس الماضي هو (حساب المواطن) الذي أعتقد أنه فكرة خلاقة جدا ستعيد الدعم الحكومي للسلع والخدمات إلى مستحقيها الأساسيين وتجنب الطبقة الوسطى وما دونها من مخاطر التقلبات الاقتصادية التي قد تحدث جراء الإصلاحات الاقتصادية التي تعتزم الحكومة تنفيذها خلال السنوات القادمة.

حالة الحرب التي تقودها المملكة لحماية سيادتها الوطنية واستعادة الشرعية في اليمن والتقلبات الحادة التي تشهدها أسواق النفط في العالم لم تمنع الدولة أن تطلق موازنة طموحة بأرقام تضمن استمرار قاطرة التنمية في البلد وتؤمن نمو القطاعات الأساسية في الدولة على رغم كل الإرجاف الذي سبق إعلان الموازنة والذي قاده حالمون بتعثر المملكة وعدم قدرتها على مواصلة رؤيتها نحو المستقبل فقد تهاوت أحلامهم وتكسرت على واقع يبشر كل القاطنين على هذه الأرض المباركة بالخير والرفاه، وأن المملكة لازالت تحتفظ بمكامن القوة الاقتصادية والسياسية المؤثرة في هذا العالم حتى وإن أراد أعداؤها غير ذلك.


والأجمل في أحاديث الميزانية وتداعياتها؛ أننا رأينا الكثير من الكُتاب والمغردين الذين كانوا يروجون لليأس والقنوط والتذمر انقلبوا بين ليلة وضحاها إلى إيجابيين متفائلين، وتخلوا عن تلك المسَبّة التي يلمزون بها كل من يتجرأ ويمتدح شيئا يراه جميلا في بلدهم بأنهم (مطبلون)، في حالة من النضال الشعبوي الساذج أتمنى أن لا يرجعوا إليه بعد أن تنحسر عنهم الأضواء ويهجرهم المصفقون لهم.