-A +A
عبدالله بن محمد آل الشيخ
خلال الأيام الماضية وبمملكة البحرين الشقيقة، تسلّم الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، جائزة شخصية العام الخليجية الداعمة للعمل الإنساني في مجال الإعاقة لعام 2016، وهي بمثابة رسالة عرفان ولفتة تقدير مجتمعي لجهد نحو ثلاثين عاما على الطريق الذى قرر أن يخوضه، مدفوعا بالتزام ديني وأخلاقي، وقناعة بأهمية الدور الحيوي الذي يمكن أن يقوم به العمل الخيري في المجتمع كامتداد واستكمال لدور الدولة في رعاية أبنائها.

مسيرة الأمير سلطان بن سلمان مع جمعية الأطفال المعوقين وقضية الإعاقة والعمل الخيري، تمثل نموذجا لإيجابية المواطن وانتمائه ورغبته في العطاء، شخصيا كان لي الشرف في أن أعايش البواكير الأولى لولادة هذا الحلم الكبير وهو يكبر ويزدهر على يديه وذلك بفضل من الله تعالى، ثم بدعم كريم من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-.


وإذا عادت بي الذاكرة إلى الاجتماع الثالث لجمعيتها العمومية، سنة 1409هـ، وكيف كان ذلك الاجتماع بداية مرحلة جديدة في تاريخ الجمعية، حيث قام الأعضاء في حينه بانتخاب سموه رئيسا لمجلس الإدارة، وتشرفت بأن أكون أحد أعضاء مجلسها لعدة دورات.

وأكاد أتذكّر تماما كلمات سموه الأولى لأعضاء المجلس حينذاك حيث أكّد أهمية الدور الذي يؤديه عضو الجمعية بشكل عام، وعضو مجلس الإدارة بشكل خاص؛ إذ أشار إلى أن «الوقت بحياة الإنسان أو الوقت الذي يبذله العضو لهذه الفئة منا لأبناء المعوقين هو أثمن ما يمكن أن يقدمه، أيًّا كانت الصفة التي يتعامل بها داخل المجلس».

ومع انطلاقة الدورة الرابعة لمجلس إدارة الجمعية، تبنى سموه تنفيذ إستراتيجية جديدة في ضوء المعطيات التي برزت، حيث انطلقت هذه الإستراتيجية بمد مظلة خدمات الجمعية لتشمل كل مناطق المملكة، ثم إنشاء مركز متخصص لأبحاث الإعاقة، وقد تفضل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- وكان حينذاك أميرا لمنطقة الرياض، بدعم تأسيس المركز بعشرة ملايين ريال، وظلت رعايته أعزه الله للمركز الذي تشرف بحمل اسمه الكريم.

كما تبني الأمير سلطان بن سلمان إستراتيجية للوقف الخيري، والمشروعات الخيرية الاستثمارية تحت إشراف لجنة متخصصة بهدف تأمين نسبة من الميزانيات التشغيلية للمراكز بصورة مستمرة، تضمن تقديم الخدمات المجانية للأطفال المعوقين.

أما جائزة الأمير سلطان بن سلمان لحفظ القرآن الكريم للأطفال المعوقين.. فهي درة التاج، كما يقولون، والتي تحظى برعاية فائقة من سموه، والذي يقدم قيمة جوائزها وكافة تكاليفها من ماله الخاص، وذلك منذ تأسيس الجائزة قبل نحو عشرين عاما، وتشرّفت وبدعم من سموه الكريم بأن أكون أوّل أمينا عامّا لها لعدة دورات.. وسيظل بإذن الله تعالى الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز قيمة بارزة، وقدوة تحتذى، ومصدر إلهام في التفاني في العمل الإنساني الخيري.

خاتمة:

«إن لله عبادا اختصهم بقضاء حوائج الناس، للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة».