-A +A
عبدالرحمن اللاحم
عندما اتخذ الملك سلمان قرار التدخل في اليمن دفاعا عن الحكومة الشرعية هناك ومواجهة للأطماع الإيرانية؛ لم يكن ذلك القرار حماية لحدود السعودية وحسب، وإنما كان حماية لكافة الدول الخليجية التي تواجه ذات المخاطر من النظام الإيراني، وهذا يجسد رؤية الملك سلمان لتعميق اللحمة الخليجية لمواجهة التحديات التي تحيط بنا في عالم متغير على المستوى الإقليمي والدولي تحقيقا لأهداف مجلس التعاون الخليجي التي اتفق عليها الآباء المؤسسون له، ومن تلك المنطلقات جاءت الجولة التاريخية لخادم الحرمين الشريفين لدول الخليج استحضارا لتلك الأهداف وتأكيدا لها.

الحفاوة الرسمية والشعبية التي استقبل بها الملك سلمان في الدول التي شملتها الجولة تؤكد مكانة الملك في قلوب الشعوب الخليجية، وتؤكد في الوقت ذاته مكانة المملكة العربية السعودية المحورية في منظومة دول مجلس التعاون الخليجي كقائدة لسفينة المجلس في أمواج متلاطمة من الحروب والنزاعات المسلحة والجماعات الإرهابية العابرة للحدود.


إن دول الخليج بحاجة الآن قبل أي وقت مضى إلى العمل الجاد والدؤوب على تعميق التكامل على كافة الأصعدة بما فيها الاتفاق على رؤية سياسية موحدة تجاه القضايا الساخنة في المنطقة، وكذلك مخاطر التمدد الفارسي الذي يهدد كل دول الخليج ويعمل على إذكاء النعرات الطائفية ودعم الجماعات الإرهابية وتجنيد الخونة كجواسيس لنظام الملالي في طهران، وكانت إحدى محطات تلك المخططات خلية التجسس التي تمت محاكمة أعضائها وإصدار أحكام قضائية صارمة بحقهم الأسبوع الماضي في المحكمة المتخصصة بالرياض، وهناك نسخ متعددة من تلك الخلية في بقية دول الخليج تهدف إلى ذات الغاية وذات النتيجة، مما يؤكد أن النظام الإيراني لابد من مواجهته برؤية سياسية موحدة من قبل دول الخليج لا سياسات متباينة، لأن ما يحصل من إرهاب مدعوم من طهران في دول خليجية هو بالضرورة موجه لبقية دول الخليج بشكل مباشر، ولابد من التعاطي معه على هذا الأساس، وأن يكون ذلك تحت الشعار الخالد الذي أطلقه الراحل الملك فهد بن عبدالعزيز إبان احتلال العراق للكويت عندما قال (إما أن ترجع الكويت أو تذهب السعودية معها).