-A +A
أريج الجهني
«فن التواصل هو فن القيادة»، هكذا يقول جيمس سي هيومز كاتب خطابات البيت الأبيض الشهير، الذي عاصر خمسة رؤساء في وقته، فالقائد الواعي يدرك تماماً خطورة الاتصال، واليوم بالتحديد لا يوجد أي مجال للانغلاق للمنظمات أو عذر للتقصير في إيصال الرسائل للمستفيدين، وفي امتداد القيادة فإن الاتصال الثقافي مع أصحاب الرأي يكون أكثر تأثيراً في الحياة الاجتماعية، وهذا ما شاهدته في جمعية «رأي»، وهي الجمعية السعودية لكتّاب الرأي التي أسسها أساتذة نعتز بمعاصرتهم ومعرفتهم ورموز غنية عن التعريف. تحت مظلتها التقينا في مساء الثلاثاء الموافق السادس من يونيو 2023 بسعادة الأستاذ مساعد بن عبدالعزيز الداوود الرئيس التنفيذي لشركة مطارات الرياض وجزء من فريقه في لقاء اتصالي متميز للحديث عن مطارات الرياض وبالتحديد مطار الملك خالد الذي يعتبر جزءاً من ذاكرة جيلي، بل نتشارك ذات العام في التأسيس والميلاد 1983.

قد يعرف الكثير من الناس أن مطار الملك خالد الدولي من أكبر مطارات العالم مساحة؛ لكن الحقيقة أنه أكبر بالتأثير والتغيير الاجتماعي، فصالات هذا المطار شهدت أول بعثات الطلبة السعوديين ورحلاتهم التي عادوا منها لخدمة وطنهم، وشهدت لحظات وصول المغتربين والمقيمين لوطن الإنسانية، في ممرات هذا المطار وصالاته ودع الأهالي أبناءهم والعشاق أحبتهم وشهدت عناق الأيدي وقبلات الأعين والدموع التي تتلاشى فور الإقلاع لمواجهة حالة شعورية جديدة، نعم السفر (فكرة) قبل أن يكون سلوكاً وممارسة اجتماعية.


أكثر من 25 ألف موظف مسخرون للعمل في صالات المطار، و100 موقف طائرات، تجاوز عدد الشركاء التجاريين في المطار 143 شريكاً تجارياً، 12 وجهة جديدة لأوروبا وآسيا منذ بداية عام 2023. تربعت مدينة جدة على قائمة أكثر الوجهات الداخلية تشغيلاً، دولياً فإن دبي هي الأولى. في تصنيف سكاي تراكس العالمي حقق مطار الملك خالد الترتيب السابع والعشرين في قائمة أفضل 100 مطار في العالم، والمركز السادس في أفضل المطارات في فئة 20-30 مليون مسافر. شارك معنا الفريق أيضاً مستهدفات الشركة في حلول عام 2026 سواء في التميز في تجربة المسافر أو كفاءة العملية التشغيلية مروراً بشراكات استراتيجية لنمو الأعمال وانتهاء ببناء بيئة عمل والقدرات والإمكانات.

إن رسالة الشركة تتجاوز فكرة تقديم تجربة مبتكرة للمسافر والخدمات، فهي تهتم بشدة بتبني معايير سلامة عالية لتمكين الاستراتيجيات الوطنية بالتحديد استراتيجية الطيران المدني والاستراتيجية الوطنية للسياحة تحت رؤية 2030. والاهتمام بالمشروع السياحي أصبح اليوم أكثر حضوراً في ذهن المواطنين، وطموح السعوديين اليوم ليس في الحصول على طيران مدني بأسعار مناسبة فقط، بل بعيش تجارب إيجابية تفاعلية مع العالم، وشاهدنا كيف كان حجم الإقبال على الطيران الاقتصادي، وما زلنا نطمح برؤية المزيد من الامتيازات للمواطنين تحديداً المتقاعدين والطلبة، وعلى يقين بأن التحولات النوعية في قطاع الطيران قائمة ومستمرة.

أخيراً، أعود لنقطة الاتصال وأقول إن صناعة (قصة) لأي منتج أو براند تجعله أكثر وصولاً، وكما سبق أن اقترحت في مقالي قبل عام بعنوان (المسافر) أن يصمم فيديو تعريفي للمسافرين بصالات مطار الملك خالد، أعيد الاقتراح للإدارة الجديدة الموقرة بأن تكون هناك المزيد من المحتويات المرئية، بل وضع شاشات تفاعلية في صالات المطارات يشارك فيها المسافرون صورهم لحظة الدخول ورسائلهم. ستكون ممتعة خاصة للأطفال، مهم أيضاً أن تكون هناك اتفاقية مع الجهات الثقافية بإبراز المطارات في الأعمال الفنية وقد سبق أن نجحت هيئة الترفيه بإبراز معالم مدينة الرياض وجهودهم مشكورة ومقدرة. ورحلة سعيدة وقصة سعيدة لكل مسافر ومسافرة ورافقتهم السلامة.