-A +A
خالد سيف

نجح مدرج الذهب في إعادة فريقه إلى منصات التتويج.. ولم يتركوا منطقة أو مدينة أو ملعباً إلا وزحفوا إليه من الساعات الأولى وتزاحموا في المقاعد وزلزلوا الأرض من تحت أقدام المنافسين بهتافاتهم وتحفيزهم.. جمهور كسر أرقام الحضور.. تصدر جماليات التشجيع.. وصدّر أهازيج الفرح إلى قارات الأرض.. وأضاف للدوري السعودي زخماً وقيمة تسويقية.. اجتاز بها الحدود ووصل إلى شاشات التلفاز العالمية.. وتغلب بتفاعله وفعاليته على تسويق نجوم عالمية حضرت.. فهل يستحق هذا المدرج العاشق أن تُحبط حلمه؟ بحضور لحظة الفرح والتتويج.. وتضرب برغباته عرض الحائط.. كنا نترقب أن يكون الختام مسكاً لهذه الإدارة في كتابة سطرها الأخير.. وتتويج موسمها بمكافأة هذا المدرج الفخم.. صاحب الأرقام القياسية بحضور لحظة كان ينتظرها طيلة 13 عاماً.. كان شريكاً أساسياً في النجاح، وفي الانتصار موجود وفي الانكسار مولود.. ماذا دهاكم؟ أفسدتم الفرحة وحرمتم البسطاء من الاستمتاع بعميدهم الذي تقاطروا خلفه من «عز القايلة».. لا تثنيهم تقلبات الطقس.. تحت حرارة الشمس حاضرون.. ووسط صقيع البرد لا يتخلفون.. الاتحاد يا سادة نادي الشعب.. صغار السن.. شباب وعاجزون، طلاب وحرفيون..

الاتحاد النادي الشعبوي تربطه علاقة حب متبادلة مع جمهوره.. هو يمنحهم الفرح.. وهم يساندونه ويتكاتفون معه..

كرة القدم يا تجار اللعبة نشأت بين أقدام الفقراء ولم تكن تحتاج إلى هذه الأرقام الفلكية من الأموال لممارستها أو مشاهدتها..

ومنذ القدم شغلت الساحرة المستديرة البسطاء وكانت المخرج الوحيد الذي يهربون إليه لنسيان همومهم وتضميد جراحهم، ولكن الحلم يسرق اليوم منهم، فالجماهير العاشقة لم يعد جميعها بوسعها متابعة فريقها المفضل بأسعار رمزية والتفاعل معه ومشاركته فرح الانتصارات والبطولات ونسيان منغصات الحياة..

كيف تحرمون البسطاء الاستمتاع بهذه الفرصة التاريخية ومشاهدة فريقهم بهذه التذاكر باهظة الثمن.. لماذا هذا الموقف المنتفع والمخجل.. فعندما كنتم بحاجتهم.. طرحتم التذاكر بأسعار رمزية.. وعندما وصلتم إلى مبتغاكم ومنحوكم البطولة.. انقلبتم وطرتم بالأسعار إلى أعلى سقف لم يطرحه أحد من قبل.. ماذا لو كانت هذه المباراة تحدد مصير اللقب، هل ستمارسون نفس الأسلوب؟ نستطيع أن نصفها بنهاية غير سعيدة لحلم تحقق بعد سنوات الضياع.