-A +A
أريج الجهني
«إن المملكة العربية السعودية تعمل على هذه المسألة دون النظر إلى أية عرقية أو جنسية أو ديانة، هي تسعى إلى السلم»، هكذا عبر الكاتب خالد المطرفي في حديثة لقناة الإخبارية حول أكبر عملية إجلاء بحري ناجحة ولله الحمد، قادتها مملكة الإنسانية في مبادرة خالدة في الوجدان الإنساني حملت على سفنها وأجنحتها الأرواح والأبرياء حتى عادوا لديارهم سالمين آمنين. ومَن غير المملكة وقادتها ومواطنيها يقدِّمون السلم على الحرب والخير على المكر؟ هي مملكة الحياة والأمن والأمان، وقد تفاعلت العديد من الدول والمنصات الإعلامية مع هذه البادرة، لكن ما لفت نظري هو شكر رئيس مجموعة البنك الدولي ديفيد مالباس مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، على إسهام المملكة ومساعدتها في إجلاء منسوبي البنك من جمهورية السودان إلى المملكة.

البنك الدولي -على وجه التحديد- لديه شراكة قوية مع الوطن، وهي تمتد لأكثر من خمسين عاماً، وتعتبر المملكة من أكبر الدول المانحة والمساهمة في نهضة البشرية، وهي شريك رئيسي في العمل التنموي، وتأتي مشاركة المملكة في المنتدى الاقتصادي العالمي في الثاني والثالث من مايو لهذا العام دليلاً، حيث شارك معالي وزير الصناعة والثروة المعدنية الأستاذ بندر الخريف، وتحدث في جلسة «التجارة الإقليمية والتعاون في عالم مفكك»، حيث قال إن المملكة منذ أن أعلنت رؤيتها 2030 قامت بتنويع صناعتها والتنوع والنمو في كافة الاتجاهات والاتصال العالمي بالأهداف والقيم. وأكد أن النجاحات الاقتصادية والصناعية للمملكة ستنعكس على المنطقة بأكملها، وهذا ما نعيشه بالفعل ونعتز به، فالقوة التي تحظى بها المملكة ينال من خيراتها العالم بأسره، وهذا ما تؤكده المحافل الدولية يوماً بعد يوم.


المملكة اليوم تجاوزت كافة القوالب الجائرة، وكسرت أعناق الحاقدين بالنجاح والنجاح لا سواه، شكراً خادم الحرمين الشريفين، وشكراً سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على هذه المكانة التي لم نكن لنصلها لولا فضل الله -سبحانه- الذي سخر لنا أن نعيش في ظلكم جيلاً بعد جيل، ونحيا بهذا الرفاه والسلام والرقي الإنساني، والفخر لا ينتهي بالقول إنما يسطر بالأفعال، وهذا ما أدعو له الأجيال الشابة أن تقرأ وتبحث وتفهم جيداً ما معنى أن تكون (مواطناً سعودياً)؟ وما مكانة المملكة في خارطة العالم ليس جغرافياً فقط، بل اقتصادياً وسياسياً وحضارياً؟

الحضور رفيع المستوى للمملكة في المنتديات المهمة بحد ذاته مؤشر إيجابي ومحفز للاستمرار، بينما تساءل قادة الأعمال والمال عن آفاق الاقتصاد وما بعد العولمة، أجد أن قمة النمو 2023 بمحاورها الثلاثة «تمكين النمو المرن، تنمية رأس المال البشري، وتسريع العدالة الاقتصادية» مهمة للنقاش خاصة ما تطرقت له عن أشكال الوظائف في المستقبل حيث ستتغير بنسبة 23%، وستتفوق الآلة على الإنسان بحيث ستكون 57% من الوظائف منجزة عبر التقنية أمام 43% بالإنسان فقط بحلول 2027!، وأهم المهارات اللازمة حيث ستتغير 44% من المهارات المطلوبة في السنوات الخمس القادمة، وسيكون أهمها التحليل والإبداع، وتنتهي بالتعاطف والاستماع الفعال! كونوا مستعدين.