-A +A
سلمى هوساوي
العظماء هم أفرادٌ كان لهم دور جلل وتأثير واضح في نهضة بلدانهم، وما اتصفوا بالعظمة إلا للأعمال التي قدموها، والابتكارات التي أسهموا بها في النقلة النوعية لبلدانهم، وذلك بتطويرهم لأنظمة مختلفة ما بين سياسية وعسكرية واجتماعية واقتصادية، وليس الغاية من هذا التطوير الوصول لمصالح شخصية خاصة، بل الهدف الرئيس هو مصلحة الدولة والمواطن. وعبر العصور التاريخية وتباينها كان هناك عظماء أثَّروا وتركوا أثراً في منجزات بلدانهم تاريخياً وحضارياً؛ إذ ما زالت بعض آثارهم مستمرة حتى وقتنا الحاضر، فعلى سبيل المثال: حمورابي وقوانينه في بلاد الرافدين، فقد كانت بنوده التي وضعها والتي تصبّ في مصلحة المجتمع سبب شهرته على الرغم من وجود قوانين سابقة لقوانينه، والملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه والذي أسّس هذا الكيان الشامخ ووحّده وأرسى دعائمه، والنماذج للعظماء كثيرة ومتنوعة وفي مجمل القول: لكل دولة عظيم يبرز في فترة من فتراتها، وعظيمنا محمد بن سلمان والذي تخرّج من مدرسة والدنا وقائدنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز. والأمير محمد بن سلمان شخصية تميزت بالقيادة والفكر والعلم، وقدوة للقوى الفاعلة في نهضة المملكة؛ وذلك للإنجازات التي حققها في فترة وجيزة؛ فالقائد العظيم يعد المؤثر الأول في قرارات مستقبل البلد، وفي عهده تحدث تغيرات سريعة، وتطورات تنهض على إثرها الدولة وتزدهر في مجالات عدة. إن اختيار ولي العهد الأمير محمد بن سلمان القائد العربي الأكثر تأثيراً لعامين متتالين ليس بالأمر المستغرب، لما له من شعبية كبيرة على مستوى المملكة والوطن العربي، واحترام وتقدير على مستوى العالم، فهناك من وصفه بفخر السعوديين وفخر العرب، ورجل الإصلاح، كما وصف أيضاً بالذكاء والحكمة والفطنة والكثير من الأوصاف والألقاب التي منحت لهذه الشخصية العظيمة. إذا نظرنا إلى معظم القادة الذين أثروا في بلدانهم نجد تأثيرهم وتطويرهم في مجالات محددة، وهنا يكمن الاختلاف ويجعل ابن سلمان متميزاً عنهم، وعظمته تختلف؛ لأنه غيّر وطوَّر في جميع ميادين الدولة، فهو لم يهتم بجانب ويغفل عن الآخر؛ مما انعكس ذلك على المجتمع السعودي في كثير من وسائل التواصل الاجتماعي على تباينها، حيث تجد من يتباهى بصورته كخلفية لجواله أو حافظته الخاصة، ومن يضع صورته مكان صورته الشخصية في وسائل التواصل الاجتماعي، ومن يزين مجلس بيته أو مكتبه بصورته، ومن يقتبس عباراته وكلماته ويتباهى بها. إن عددناها لم ننتهِ منها، ففي الفعاليات واللقاءات عندما يذكر اسمه نسمع التحايا وتخيم السعادة في جميع أرجاء المكان. وفي ذات السياق، نجد أن الصورة التي نصفها للملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- ونصفها الآخر لمحمد بن سلمان ليس الهدف منها إبراز الشبه بين الجد وحفيده، بل الإنجازات والنهضة والنقلة النوعية التي حدثت في عهد جده والتفاؤل بالمستقبل.

شخصية محمد بن سلمان تاريخية بكل المقاييس، أثَّرت وما زالت تؤثر وسوف تؤثر في الدراسات المستقبلية، وتدرس وتبنى عليها العديد من الأمثلة لتكون النموذج الأمثل.