-A +A
حمود أبو طالب
على المستوى الفردي، لكل شخص معاييره وحساباته في مفهوم السعادة وعكسها عندما ينصرم عام ويبدأ عام جديد، بل عندما ينتهي يوم ويبدأ آخر، وربما خلال اليوم الواحد يختلف إيقاع الحياة ونمطها فهي ليست سعادة دائمة وبالتأكيد ليست تعاسة مستمرة، هذه هي الحياة وهذا هو سرها الأزلي، ولا يملك الإنسان حيالها سوى التفاؤل بالأفضل، ولا يملك الناس لبعضهم سوى الأمنيات بالسعادة كلما هلّ عام جديد.

ولكن على صعيد ما يشهده العالم من أحداث فلربما يصاب بالإحباط من يستمع باستمرار ويحرص على متابعة آراء المحللين السياسيين والاقتصاديين الذين يتبارون على تقديم توقعاتهم مع اقتراب بداية عام جديد، خصوصاً هذه الفترة المضطربة المتقلبة المشوبة بالتوتر في كثير من بقاع العالم.


يحذرنا الاقتصاديون عن أزمات ستشهدها اقتصادات العالم بأشكال مختلفة، ويحذرنا المحللون السياسيون من أن الأزمات السياسية التي شهدها العالم خلال العام الماضي لن تنفرج وربما تتفاقم، هذا إذا لم تنشأ أزمات جديدة تضيف إلى متاعب الشعوب متاعب أخرى. السياسة والاقتصاد هي لعبة الدول الكبرى التي تتحكم من خلالها في مقدّرات بقية دول العالم، وهي ثنائية لا علاقة لها بالإنسانية أو الأخلاق أو الحقوق التي تلهج بها. كم من البؤر المشتعلة التي بالإمكان إطفاؤها لكن ذلك لم يحدث، وكم من الشعوب بالإمكان إنقاذها ولم تتدخل الدول والمنظمات القادرة على ذلك.

سوف يمضي الإنسان على المستوى الفردي متشبثاً بالأمل في غد أفضل، لكن دائماً هناك من لا يهمه أن يشيع السلام بين البشر، وهناك من تكمن مصلحته أن يعيش العالم في أزمات مستمرة. ورغم كل ذلك، ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل.