-A +A
ريهام زامكه
- سألت امرأة رجلاً حكيماً فقالت: لماذا يحب الرجل النساء؟

- فرد عليها قائلاً: والله مدري يا (قلبو).


وبما أن ما أنوي الحديث عنه اليوم يدعو للحيرة والاستغراب والضحك، اسمحوا لي أن أبدأ مقالي اليوم بنكتة سخيفة مثل الخبر الذي سوف تقرؤونه بعد قليل!

وبدون منظرة و«فزلكة ثقافية» وتكلّف وتقعّر في الحديث واللغة العربية يقولكم «في وحدة تأخر عليها زوجها وقالت لأمها: يمه أخاف إنه اتزوج عليّ ! فقالت لها أمها:

يا بنت الحلال تفاءلي بالخير، يمكن مسوي حادث».

ورغم بياخة النُكتة إلا أنها واقعية، أو هكذا أراها، فالمرأة المُحبة لا تقبل القسمة ولا الشراكة في رجل تحبه بصدق، بل من الممكن أن تُقسمه هو إلى أربعة أجزاء إذا فكر مجرد تفكير بأن يتزوج عليها، فهي تحاول دائماً الاحتفاظ به ليكون لها، وإما الحياة معها (وحدها) أو الموت مع غيرها، ويستحيل أن ترضى بأن تشاركها فيه حتى ولا (رُبع) امرأة أخرى مهما كانت الأسباب.

لكن بصراحة هناك نوع من النساء لا أفهمه، مثل تلك السيدة التي تُدعى أم عبدالله، والتي كافأت زوجها المُحال للتقاعد من أحد القطاعات العسكرية بزوجة ثانية (بشحمها ولحمها)!

ومن شدة كرمها وحبها لزوجها (صلاتي على النبي) حجزت لهما تذكرتين First Class لتقضية شهر العسل في لندن. وذلك بعد شهر واحد من إحالته على التقاعد.

وهل تعتقدون يا معشر النساء الناقصات عقل ودين، الغاضبات، وغير المُحبات لفعل الخير أنها اكتفت بذلك؟ لا يا حبيباتي بل قررت (الحنونة) أم عبدالله أن تسكّن العروس الجديدة في الغرفة المجاورة لغرفتها، كما دفعت أبناءها لتقديم الهدايا للعروسين، وقد تكفلت -جزاها الله خير- بتكلفة إقامتهم في فندق خمس نجوم، وقد قامت شخصياً بتوزيع بطاقات الدعوة على الأقارب والأصدقاء والجيران وقالت لهم (بالفم المليان):

حياكم الله في حفل زواج زوجي!

وبررت -أم عبدالله- قيامها بذلك أنها (استشعرت) بأن زوجها لا يزال (فيه الخير) ولديه القدرة على الزواج من امرأة ثانية.

وقالت إنه كان وفيّاً معها لأكثر من 33 عاماً وطول عمره لم تزوغ عينه هنا أو هناك يا (حبة عيني).

وهي من شدة حبها له بعد ما رأت أن الضجر والملل والكآبة تبدو على مُحياه بعدما أصبح جالساً في البيت (لا شغلة ولا مشغلة) قررت بعدما استخارت أن تُسعد قلبه وتزوجه وتفرح فيه. لأنها عرفت أن الرجل إذا أحيل للتقاعد يشعر بالضيق وربما يصيبه اكتئاب فقررت أن تريح نفسيته بالزواج الله يريح قلبها.

وبالفعل تزوج أبو عبدالله، وأصبحت صحته ونفسيته في (العلالي)، وحسده أغلب الرجال المتقاعدين المعجبين بتضحية زوجته له.

وحتى (تفرسكن) يا نساء يا أنانيات، يا حاقدات، هي تنصحكن بأن تبتعدن عن الأنانية، وتبادرن لتنفيذ شرع الله وتزوجوا أزواجكم، وأنا من منبري هذا أقول لها جزاكِ الله خيراً يا غالية ولا كثّر من أمثالك يا رب.

ولا أنسى أن أبارك لعريسنا، وأقول له: (يا حليلك) يابو عبدالله ألف مبروك، أتمنى لك السعادة ولكن أتحملها في ذمتي، والله، وبالله، وتالله إن -أم عبودي- كانت تبغى (الفكّة) يالحبيب.