-A +A
حمود أبو طالب
كنتُ قد عبّرت في تويتر بحسب ما تسمح به حروف التغريدة عن شكري للدكتور جاسر بن سليمان الحربش الرئيس التنفيذي لهيئة التراث على تواصله الفوري معي بعد كتابتي مقالاً عنوانه «في نجران أنا مبسوط وزعلان» وكان سبب الزعل ما شاهدناه من أوضاع لا تسر في مدينة الأخدود الأثرية لخصتها في المقال، تفاعل معها أهل نجران الكرام الذين يعتزون بهذا الأثر التأريخي الفريد، ويؤيدون مطالبتي الاهتمام السريع واللائق به.

هناك بعض المسؤولين لا يتجاوبون ولا يهمهم ما يقوله الإعلام، وبعض آخر إن تجاوبوا فإنهم يحاولون اتهام الكاتب بالمبالغة والتضخيم للمشاكل، بينما وجدت الدكتور جاسر الحربش من القلة التي تشكر الكتاب على التطرق للمشاكل التي تقع ضمن مسؤولياتهم، وتحرص على الاستماع لتفاصيلها باهتمام دون إنكار أو تهرب من المسؤولية، وتشارك الكاتب المعلومات المتوفرة لديهم، وتخبره بخطط الحلول التي يسعون لإيجادها.


تحدث الدكتور جاسر معي بكل اهتمام عن أوضاع مدينة الأخدود وسألني عن تفاصيل الملاحظات التي أشرت لها، وأكد لي أن العمل سيبدأ فوراً لتحسين المكان من كل النواحي، لكن الأهم من ذلك هو ما أخبرني به عن مشروع التنقيب الجديد الذي من شأنه إظهار بقية كنوزها والذي ستنفذه شركة عالمية متخصصة بالشراكة مع بعض الجامعات وسيتم البدء فيه بعد أسبوعين من الآن، مؤكداً أن أخبار وإنجازات هذا المشروع الجديد ستكون في متناول الجميع، ومتفائلاً بأنه سيكون إنجازاً يغفر لنا إهمالنا الطويل لهذا الكنز الأثري، وإنا لمنتظرون معكم يا دكتور جاسر لنرى مدينة الأخدود في الوضع اللائق بها الذي نحلم به.

وبالمناسبة فقد أعلنت هيئة الآثار في يوم تواصلي مع رئيسها عن اكتشافات جديدة بالغة الأهمية في جزيرة فرسان تعود إلى القرنين الثاني والثالث الميلاديين، وهذا خبر جميل ربما يحفزني لعودة الكتابة عن كنوز الآثار في تلك الجزيرة العريقة، فقد سبق أن كتبت عنها أكثر من مرة، متألماً من تدني الاهتمام بالكشف عنها وحفظها، ومعاناة الشخص الوحيد الذي كرس حياته لحفظ ما يصل إليه منها بجهوده الذاتية، وأعني به الشاعر الجميل والباحث المثابر الأستاذ إبراهيم مفتاح متعه الله بالصحة والعافية.