-A +A
نجيب يماني
كلما اكتحلت عيناك بمنجز جديد في القطاع التعليمي، لا بد وأن تتداعى إلى وعيك اليقظ الكلمات المضيئة لولي العهد الأمير محمد بن سلمان في استنهاض الهمم لبناء الوطن، بقول سموه: «مستقبل وطننا الذي نبنيه معًا؛ لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع والخدمات المتطورة في التوظيف والرعاية الصحية والتعليم والسكن والترفيه وغيره».

إنها رؤيته الباذخة التي وضعت قطاع التعليم في مقدمة القطاعات المرتبطة ارتباطًا وثيقًا بتطور المجتمع، لأن منظومة التعليم المتطورة المعتمدة على المصادر الآمنة والموثوقة والبرامج والمشاريع المعززة للفرص الاستثمارية تُسهم في تحويل الاقتصاد من الاعتماد على مصدر واحد للدخل إلى اقتصاد يعتمد على الطاقات البشرية المبدعة والمنتجة ذات المهارة العالية مما يولّد وظائف حقيقية تُسهم في تطوير رأس المال البشري والمساهمة في تحقيق طلبات وحاجات سوق العمل.


إنها الرؤية التي خاطت من نول القدرة والعزم ووافر المعطيات ثياب العز والفخر لوطننا الغالي، منذ أن فجّرها دويًّا في سمع الدنيا ولي العهد الأمين، فعايشناها وعشنا معها وعدًا أخضر غير مكذوب، ومنجزًا مدهشًا غير مجلوب، وتوقعًا مبرقًا بكل جديد خلاق ومطلوب.

على إيقاع هذه الرؤية، كانت مدينة جدة على موعد مع الفرح لتحقيق أحد طموحات الرؤية المباركة وإنزالها على أرض الواقع بتدشين مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل مبنى جامعة الأعمال والتكنولوجيا الجديد، على كورنيش مدينة جدة، ليكتسب هذا المبنى شرفًا بهذا التدشين من قبل أمير البيان والقوافي، وسادن المعرفة والثقافة، فلا غرو أن يكون راعيًا لهذا الصرح التعليمي الجديد، الذي يدار عبر الذكاء الاصطناعي والتقنية الحديثة بوصفها من أساسيات المواكبة وضرورة في عالم المستقبل المنظور.

أنشئ هذا المشروع على مساحة أربعين ألف متر مربع باستثمارات تجاوزت أربعمائة مليون ريال، لتكون إضافة حقيقية للتعليم الجامعي وامتدادًا لما بدأ به صاحب فكرة المشروع وواضع لبنته الأولى الدكتور عبدالله صادق دحلان في العام 2000 م كمعهد يمنح درجة الدبلوم لمرتاديه، ليتطور مع الأيام بجهد القائمين عليه وبدعم لا محدود من قادة هذا الوطن الذين آمنوا أن النهضة الشاملة لا تقتصر دوائرها على الماديات فقط وإنما تتسع لتشمل كافة التوجهات في معركة النمو والترقي في مدارج العلم والابتكار.

آمنت أن الإنسان هو الركيزة الأساسية للنهضة واللبنة الأولى للتقدم، لذلك أخذت حكومة خادم الحرمين الشريفين بيده وجعلته في غرة اهتماماتها ودوائر خططها، واعتبرته عاملاً أساسيًّا ومؤثرًا قويًّا في عملية التنمية ونهضة الوطن وتطوره الحضاري.

تطوّر هذا المعهد مع الأيام ليصبح جامعة الأعمال والتكنولوجيا وارتفعت شواهده التعليمية عالية على الساحل الغربي للوطن ليصبح أحد الجامعات المميزة ترفد سوق العمل باحتياجاته المختلفة من العمالة الوطنية المدربة بكفاءة عالية ومهنية متقنة في العديد من المجالات الإدارية والعلمية المختلفة،

ربطت جامعة الأعمال والتكنولوجيا منذ النشأة والتكوين التعليم بالتدريب لتكون مخرجاتها على قدر كبير من الفهم ومسايرة سوق العمل والمنافسة فيه.

جمعتني والدكتور عبدالله دحلان مقاعد الدراسة في مراحلها المختلفة كان العلم والمعرفة والثقافة هاجسه الأسمى وطموحه الأكبر مثقلاً بها شغوفاً بمصادرها تقلب في مراحلها المختلفة حتى حقق مبتغاه بين جدة والقاهرة وأمريكا مؤمنًا أن الاستثمار في البشر أقوى وأهم من الاستثمار في الحجر، فسعى لإيجاد نموذج للتعليم المتقدم الذي هو الأساس لكل جوانب الحياة وتطور الشعوب وتعزيز التنمية والاقتصاد.

كان من أول المطالبين بإنشاء جامعات وكليات أهلية في المملكة بدأها بوضع لبنة أساس الجامعة التي نشهد افتتاح أحد مبانيها المتطورة اليوم.

كان حفل التدشين من بدايته وحتى ختامه باقة فرح برعاية الفيصل تجلت فيه عظمة التعليم وقدسية العلم ودلت على جهد القائمين على هذا الصرح لمواكبة الرؤية وطموح الوطن في عهد سلمان الحزم والعزم وولي العهد مهندس الرؤية المميزة الشامخة.

تضافرت كافة عوامل النجاح لتكون هذه الجامعة إحدى الإضافات النوعية على الخريطة التعليمية في أرض الوطن كونها ستطبق أحدث معايير وأساليب تقديم العلوم والمعرفة وتجويدها عبر قاعات المحاضرات الذكية المزودة بتقنية المتابعة والاتصال المرئي عن بُعد لأي دولة في العالم، إضافة إلى استديوهات مجهزة بأحدث معدات التصوير وعمل الإعلانات أعدت لتدريب الطلبة وإعدادهم للخوض في هذا السوق الواسع إضافةً الى العديد من المعامل المجهزة بأحدث الوسائل التعليمية الذكية والتقنيات الحديثة ومعامل للحاسوب، مع وجود مكتبة ضخمة للبحث والاطلاع، كما احتوى المبنى الذكي على مسرح يستوعب نحو ألف شخص، كما ضم المبنى مركزًا متقدمًا للألعاب الرياضية المختلفة، إضافة إلى مميزات أخرى كثيرة روعيت فيها أسباب الراحة النفسية للتحصيل العلمي المطلوب من واقع رؤية الجامعة ورسالتها وأهدافها التي تحرص على التميز والمنافسة وتشجيع الابتكار والإبداع مما يجعل التعليم العام عمومًا والأعلى خصوصًا أساس مجتمع المعرفة كما أكدت ذلك رؤية المملكة المباركة.

حفظ الله دولتنا الكريمة وهي ترعى العلم وتدعمه. وشكراً للدكتور دحلان إسهامه الوطنى لوطنه.