-A +A
سلطان الزايدي
ما فعله سالم الدوسري مع لاعب النصر «انسيلمو» ليس له أي علاقة بالتنافس الشريف، بل هو سلوك مشين يرفضه الجميع بما فيهم جمهور الهلال وإعلامه، الذين لم تكن ردة فعلهم أقل من ردة فعل أي متابع رياضي من جماهير الأندية الأخرى.

إن الصورة كانت واضحة، واللقطة لا تقبل أي تفسيرات يرفضها الواقع، ومهما كانت التوضيحات والتقديرات لن تكون مقبولة ما لم تكن ضمن سياق الحقيقة لضبط العمل الرياضي التنافسي داخل الملعب، رغم أن السؤال الأساسي في لقطة كهذه يتعلق بحكم المباراة، وحكام تقنية الفيديو، ولماذا لم تكن العقوبة ضمن القوانين المنصوص عليها في ضبط مجريات المباراة؟!


لا يمكن أن تقنع أي متابع رياضي أن هذا التصرف من سالم الدوسري لم يكن مقصودًا، ولو افترضنا - لا سمح الله - أن هذا السلوك كان سببًا في إصابة بليغة للاعب النصر انسيلمو، خاصة وأن الضربة كانت على منطقة الرأس، وهذه المنطقة من جسم الإنسان تشكل خطرًا كبيرًا على حياته متى ما تعرضت للإيذاء، قد يكون حكم المباراة أقل مسؤولية عن عدم اتخاذ أي قرار في هذه الحالة التحكيمية، لكن حكام «تقنية الفيديو» لماذا لم يقوموا بواجباتهم في مساعدة حكم الساحة أو على أقل تقدير يتم استدعاؤه لمشاهدة الحالة بنفسه، وبعد ذلك يكون القرار قراره، ويتحمل كل تبعاته من نقد أو قبول في الوسط الرياضي، الأمر الأكثر إزعاجًا خلو قرارات لجنة الانضباط الصادرة مؤخرًا من أي قرار انضباطي يخص هذه اللقطة، رغم أنها تجاهلت مسؤولياتها ولم تتدخل إلا بشكوى من نادي النصر بخصوص هذه اللقطة، والتي اعتبرتها إدارة النصر سلوكًا مشينًا ضد اللاعب حسب بيانهم الصادر بهذا الخصوص، والذي كان واضحًا فيه تهرب اللجنة من مسؤولياتها تجاه مثل هذه التصرفات التي تستوجب الوقوف أمامها وتطبيق لوائحها الانضباطية، فاللوائح الانضباطية وضعت لضبط الأفعال والتصرفات السلوكية المشينة التي يرتكبها اللاعب أو أي شخص ينتمي بشكل رسمي للعبة ويكون جزءًا رئيسًا منها؛ لذلك كان من المفترض أن تتدخل بهذا الخصوص دون شكوى، خاصة وأن اللقطة كانت واضحة ويوجد لها نص في لوائح الانضباط، والتي تنص في إحدى موادها على ضرورة (تصحيح الخطأ الانضباطي)، والأهم من ذلك ماذا ستفعل اللجنة حين يحدث نفس الخطأ في مباراة قادمة بعد أن تركت هذا الحدث دون ضبط؟! لن يقبل الشارع الرياضي أي قرار مختلف عن قرار الحكم أو لجنة الانضباط متى ما تكرر الأمر، وسيخضع هذا السلوك بعدها للتأويلات والتشكيك، وهذا مسلسل طويل، حلقاته لن تنتهي في مسابقاتنا الكروية طالما أن الأخطاء تتكرر، خاصة إذا كانت الأطراف المستفيدة تتكرر في كل موسم.

لم يكن منتظرا من لجنة الانضباط ولا لجنة الحكام الصمت على مثل هذا السلوك، فسلامة اللاعبين من أساسيات استمرار المنافسة، وكل القوانين تصبّ في مصلحة هذا الأمر حتى لا نجد أنفسنا قد فقدنا بسبب هذا السلوك المشين أي لاعب، فالإصابات في لعبة تنافسية مثل كرة القدم واردة جدًّا؛ لهذا وضعت اللوائح والقوانين للحد منها.

عمومًا يجب أن يكون العمل قائمًا وفق قوانين اللعبة ولوائحها الانضباطية، والمحافظة على تطبيقها على الجميع، فالتباين في القرارات لا يخدم مستقبل اللعبة، ولا يجعلها تظهر للمشجع بالشكل المناسب، فحين يشك الجمهور في عدالة المنافسة فهي بالتأكيد ستفقد الجزء الأهم من متعتها وحماسها والمتمثل في الإثارة والتشويق.

دمتم بخير...