-A +A
أسامة يماني
الجماعات الدينية هي الخطة السرية للاستعمار الحديث. فقد أوجد الإنجليز جماعة الإخوان المسلمين الإرهابية في مصر وموّلوها وساعدوها لتقوم بكل الأدوار القذرة فيما بعد. كما رعى الغرب الشيعية السياسية ممثلة في الخميني، الذي أحضرته من باريس معززا مكرما إلى إيران ليقوم بدوره المشبوه في المنطقة.

يقول الدكتور علي شريعتي عن الحركة الصفوية متطرقا إلى استنادها إلى مبدأ «الشعوبية»: «وبغية ترسيخ أفكارها وأهدافها في ضمائر الناس وعجنها مع عقائدهم وإيمانهم عمدت الصفوية إلى إضفاء طابع ديني على عناصر حركتها وجرّها إلى داخل بيت النبي إمعانا في التضليل ليتمخض عن ذلك المسعى حركة شعوبية شيعية، مستغلة التشيع لكي تضفي على الشعوبية طابعا روحيا ساخنا ومسحة قداسة دينية، ولم يكن ذلك الهدف الذكي متيسرا إلا عبر تحويل الدين الإسلامي وشخصية محمد وعلي إلى مذهب عنصري وشخصيات فاشية، تؤمن بأفضلية التراب والدم الإيراني والفارسي منه على وجه الخصوص».


كما رعى الغرب الحركات الدينية المتطرفة، يقول غالي سميث (المدير التنفيذي لمشروع القرن الأمريكي الجديد: «إن مصلحة أمريكا هي بالتعامل مع بعض الحركات الإسلامية في مصر على اعتبار أنها بوابة العالم العربي»، وقال أيضا: «إن مصلحة أمريكا التعامل مع هذه الحركات الآن على الرغم من معارضة الولايات المتحدة لبعضها».

ومن المعلوم أن الحركات الدينية لا تملك رؤية تنموية. وإن كانت تدعي كذبا وبهتانا وتؤكد امتلاكها لرؤى تنموية، بل ولا تملك نموذجا اقتصاديا، مغايرا للأنماط السائدة، أكثر فاعلية. لهذا فشلت كل الحركات الدينية في التنمية وانتهت بدمار للاقتصاد والتنمية والاستقرار. ومثال واضح حكم البشير في السودان كان وبالا ودمارا على التنمية والاستقرار وتسبب في حروب أهلية قسمت البلاد.

في حين تمكنت بعض الأحزاب المحافظة ذات النزعة الإسلامية كتركيا وماليزيا من إحداث نهضة اقتصادية، لاستخدامها لأدوات ورؤى تنموية غربية.

إن التنمية والأمن والأمان والاستقرار أهم أعداء الفوضى والشعوبية والحركات الإسلامية المتطرفة أو الحركات ذات الأجندات المشبوهة. لذا فقد عمدت الدولة وسعت للقضاء على الفكر الظلامي والكراهية والطائفية. وتبنت ودعمت خطط التنمية الطموحة ووضعت رؤية مستقبلية تعمل بجد على تحقيقها.

لقد حققت السعودية تقدما ملموسا على كافة الأصعدة نتيجة سياسة القضاء على جماعة الإخوان المسلمين وعلى الظلامية التي كانت تبث الفرقة والكراهية بين أبناء الوطن. لقد فشلت الخطة السرية التي رعاها الغرب في تحقيق أهدافها في مصر ودول الخليج والمغرب والجزائر وتم إحباط ما كانت تسعى إليه من بث الفرقة في الوطن الواحد.

التنمية والأمن والاستقرار هي العلاج الناجح الذي يقضي على العنصرية والكراهية والشعوبية والحركات المتطرفة والأفكار الهدامة.