-A +A
أحمد الشمراني
هي ليست المرة الأولى ولا المرة العشرين التي يخسر فيها الأهلي أمام الهلال بسبب التحكيم.

في لوحة الغبن الأهلاوي قائمة تجد فيها أن ثمة بطولات سلبت من الأهلي بقرارات حكام، أما على مستوى مباريات الدوري فعد واغلط، وما فعله الهويش غيض من فيض وغن يا حمام الورق غن.


والمشكلة أن في هذه القائمة الأهلاوية أسماء حكام تم إيقافهم لمدة عام ولمدة ستة أشهر بسبب ما فعلوه في أكثر من نهائي ضد الأهلي لصالح الهلال، واعتبرتها مسكنات ليس إلا، أما الهلاليون كما قال أحد رؤسائهم ذات عام لديهم قائمة بأسماء حكام تعمل لصالح الهلال أو هكذا قال !

وبين القائمتين فرق كبير ومن هو ضليع في اللغة يدرك الفرق، أما القانونيون فقالوا هذا اعتراف وتلك إدانة مكتملة الأركان.

أتمنى في هذا العصر المنفتح والتنويري أن نعمل سوياً على معالجة مثل هذه الأمور لكي لا نشوه «دوري»، هو اليوم كبير في عيون كل من له علاقة بكرة القدم، ولعل ردة الفعل في كثير من البرامج غير السعودية المنتقدة لما فعله التحكيم بالأهلي دليل على أهمية أقوى دوري عربي وخليجي وآسيوي وتأثيره.

كنا في السابق نتعاطى مع تلك الكوارث وفق إخراج جزء من اللعبة، لكن اليوم تغير الحال من خلال تقنية الفار التي لا تكذب ولا تجامل، لاسيما وأن دائرتها أكثر اتساعاً وأكثر وضوحاً وأكثر إدانه!

الكارثة الأخلاقية والمهنية أن هناك من تبنى الدفاع عن التحكيم وبعبارات ضحكت منها كونها كانت تقبل في الماضي، أما اليوم فهي أشبه بمن يزرع الريح ولن أزيد.

رئيس الأهلي اختصر الغبن في هذه التغريدة الراقية جداً: «بعيد عن التشكيك في النيّات ومع كامل الاحترام للأشخاص، ‏أخطاء حكم المباراة الهويش حرمتنا الفوز، جددنا الثقة في الحكم المحلي ولا زلنا ندعم حكامنا السعوديين، ولكن أن يُعاد تكليف نفس الحكم الذي تغاضينا عن أخطائه في مباراة الاتحاد فيه الكثير من الاستفزاز المزعج».

الأهلي ليس بحاجة إلى زيارة لجنة الحكام للنادي بقدر ما يحتاج الإمعان في رسالة الرئيس ماجد النفيعي وبيان النادي ومن ثم معاقبة بطل حمى فضيحة ليل السبت.

أخيراً.. يقول المثقف خالد الجريوي: كثيرون يمتلكون قَدْرا لا بأس به من المعلومات، وقرؤوا عشرات الكتب، وكتبوا في الأدب، وبرعوا في الخطب.

‏كثيرون جدا، غير أن المثقفين قلة.

‏الثقافة ليست أن تَعْرِف فقط، بل أن تَعِي.

‏إنها -بكل بساطة- الوعي الذي قد يكون في الأُمِّي، وقد يخلو منه حامل الدكتوراه ولو حاز كل شهادات الدنيا.