-A +A
سلطان الزايدي
البعض قد يستسهل العمل في منظومة كرة القدم التنافسية منها، ويخونه الإدراك أن هذه اللعبة تحديداً تستحوذ على عقول وقلوب الملايين حول العالم، ينكشف هذا الأمر جليًّا حين تتابع فريقاً شهيراً له قاعدة جماهيرية عريضة من خلال بعض الآراء التي يغلب عليها العاطفة بدافع الحب والعشق لهذا الكيان، هذه الآراء في مجملها تتعارض مع بعضها البعض، بمعنى كل شخص يرى الخلل من وجهة نظره، ويُعتقد أن الصواب ما ذهب إليه من رأي، وفي المقابل هناك شخص آخر يرى أن وجهة نظره أقرب للصواب، وهكذا يسري هذا الأمر على المدرج بأكمله، ولا أحد يستطيع أن يلومهم على ردة فعلهم؛ فالحب والعشق له جوانبه الجميلة والسيئة التي لا يجب أن تسري على منظومة العمل في هذا النادي أو ذاك؛ لأنه من الطبيعي أن تكون هناك خطة عمل متكاملة يعمل الجميع في ضوئها، والتخلي عنها من أجل كسب تعاطف الجمهور أمر لن يقدم لهذا الفريق شيئاً، قد يحدث الخطأ في العمل والخطط الموضوعة، لكن العمل المنظم والمدروس بعناية بالتأكيد يوجد له بدائل لحل الأزمات، لكن أن يترك الأمر للنتائج والأحداث الوقتية ويصبح العمل مجرد ردة فعل لحدث معين أو نتيجة معينة، هذا أمر لن يدفع للنجاح، ولن يكون في مصلحة الجميع.

في البطولات الأوروبية تحدث نتائج كارثية لأندية كبيرة وعريقة، آخرها ما حدث لمانشستر يونايتد في مباراته مع ليفربول في الدوري الإنجليزي خلال منافسات الجولة التاسعة التي انتهت بخماسية نظيفة لمصلحة ليفربول، وقبلها في دوري أبطال أوروبا خسر برشلونة بثمانية أهداف من بايرن ميونخ الألماني، وهي نتيجة قاسية جدًّا على فريق كبير يعتبر صاحب الاسم الأشهر على مستوى العالم تحت قيادة النجم العالمي الأسطوري «ليو ميسي» في تلك الفترة لم ينهر البرشلونيون بعدها، ولا مانشستر يونايتد، وغيرهم كثيرون عادوا للعمل وتقبل الجمهور ظروف الخسارة وتواصل الدعم، وما زالوا يعيشون الأمل ويخوضون معترك المباريات، ما أريد أن أصل له من هذه الجزئية أن الغضب المبالغ فيه قد يقتل الطموح، ويلغي كل التطلعات؛ لذلك من المهم في منافسات كرة القدم أن يبقى الأمل قائماً مهما كانت النتائج قاسية.


في النصر حالة الغضب الجماهيري كبيرة منذ الخسارة الآسيوية، والتي كان البعض يعتقد أن النصر هو الأقرب، بل هو بطل آسيا القادم، حتى جاءت لحظة الخروج المر، فالفريق القوي الذي يملك نجوماً غير مسبوقين في تاريخ النصر أصبح فريقاً ضعيفاً، ويجب أن يكون هناك تغيير جذري، وهنا تكمل المشكلة، ويحدث الضغط على صنّاع القرار، وعلى اللاعب نفسه، ولا يمكن أن يطلب من الجمهور كتم ردة فعلهم أو الصمت، لكن من المفترض أن يكون هناك حالة من الهدوء، وقد يصل غضب هذا الجمهور بطريقة يستفيد منها فريق العمل بشكل عام، دون أن يسعون لزعزعة استقرار الفريق في هذا التوقيت المبكر من الموسم، فالنصر ما زال في خضمّ المنافسة، وما زال قادراً على تجاوز كل الظروف مع معالجة الأخطاء الواضحة في الفريق، كاستبدال المدافع الأرجنتيني «موري» بحارس مرمى أجنبي، وكذلك الاستغناء عن أحد المهاجمين المغربي «عبدالرزاق حمد الله» أو الكاميروني «أبو بكر» بالإعارة، ويكون البديل ظهيراً أيسر، مثل هذه الحلول قد تكون مناسبة أكثر بكثير من الغضب ونسف كل شيء تحت تأثير الخسارة.

دمتم بخير ...