-A +A
حسين شبكشي
عندما يحدث أي تغيير وزاري في أي وزارة يكون من الطبيعي ومن المتوقع أن يجيء مع هذا التغيير طموحات وتوقعات وأحلام وأمانٍ وإصلاحات وتطويرات. واليوم هناك وزير جديد للحج في السعودية، تلك الوزارة الفريدة من نوعها، نظراً لارتباطها بركن عظيم من أركان الإسلام، وهي معنية أيضاً بالعمرة ذلك النسك المهم عند المسلمين حول العالم. واليوم يجيء هذا التغيير الوزاري في هذه الوزارة الخدمية، والسعودية الجديدة تشهد إعادة هيكلة في مفهوم دور الحكومة والوزارات، وعلاقة أدائها بعناصر الاقتصاد وتحديداً عنصري التكلفة والمداخيل، بدعم صريح وواضح من الاستخدام الأمثل للتقنية الحديثة وفعاليتها في تقديم الحلول الرقمية بشتى أنواعها.

واليوم هناك أهداف واضحة لهذه الوزارة في ما يخص عدد الحجاج والمعتمرين والزوار المستهدفين سنوياً، وهي أرقام جادة للغاية وطموحة جداً ستطلب نقلة نوعية في طريقة التفكير ومنهجية العمل في داخل الوزارة وخارجها. لأن الأرقام المستهدفة التي تتجاوز الثلاثين مليون شخص سنوياً ستتطلب توسيع الطاقات الاستيعابية لمنظومة الضيافة والسكن والنقل والخدمات المصاحبة لكل ذلك، وأن يحصل مع كل هذا تطوير رقمي آمن وسريع وعملي يؤمن إصدار التأشيرات المطلوبة وإجراءات السفر والوصول ومن ثم المغادرة، وذلك لتحقيق «التجربة الممتعة» لكل زائر مما يحقق النجاح المنشود، وبالتالي يصبح تحقيق الأرقام المستهدفة ممكناً من الناحية العملية والفعلية. وهذا يتطلب أن تكون القطاعات العاملة في هذا المجال كافة (داخل المملكة وخارجها) على وعي ودراية تامة لما هو مطلوب عمله، وأن يتم الشرح الدقيق والكامل لهم لعناصر التغيير الجديدة والمستجدات التي بناء عليها سيتم تقييمهم؛ لأنه في حالة عدم عمل ذلك سيكون من المتوقع ظهور «نشاز» في الأداء من البعض قد يعكر صفو الأهداف المنشودة برعونة كان من الممكن أن يتم تفاديها. ليس سراً ولا خفياً على كل من يعمل في مجالي الحج والعمرة أن العامين الماضيين كانا الأصعب منذ فترة غير بسيطة وذلك بسبب تفشي جائحة كوفيد-19 وتداعياتها المدمرة وإجراءات الوقاية والاحترازات القاسية التي تم تطبيقها واتباعها، وبالتالي فإن القطاع والعاملين فيه متعب ومنهك، ولكنه متأمل في التغيير والتطوير والأهداف المرجوة في وزارته الطموحة ويسعى لأن يكون جزءاً من التحول الجديد بشكل فعال وعملي. وزارة الحج والعمرة في توجهها الجديد عليها مسؤولية «التطمين» والشرح والتوضيح لقطاع يشهد تغييراً جذرياً في آليات عمله وأدواته وهو يستعد للعودة إلى الحياة الطبيعية بمؤسساته ومعطياتها كافة، كما كانت قبل الجائحة. السعودية الجديدة تشهد تطورات كبيرة في قطاعات الدولة بأشكال مختلفة، وهناك وزارات تفوقت على غيرها في تحسين أدائها بتطبيقات رقمية عصرية عملية وسلسة وفعالة ومؤثرة لمستخدميها مما طور الثقة وحسنها بين الناس والمتعاملين مع تلك الوزارات، وهذا أقل المنشود مع وزارة الحج والعمرة في توجهها الجديد.