-A +A
أنمار مطاوع
برنامج تنمية القدرات البشرية HCDP يُصنَّف كأحد أهم برامج رؤية 2030.. بدءاً من نطاقه وإطاره وركائزه.. مرورا بتطلعاته وأهدافه ومبادراته.. وانتهاء بمحصلته النهائية (مواطن منافس عالميا).

هذا الخط الطويل الذي يحمل على جنباته مهارات التفكير العليا، والمهارات العاطفية والاجتماعية، والمهارات البدنية والعملية.. يعمل على تأهيل المواطن السعودي -في ظل المتغيرات العالمية المستقبلية- ليكون مواطنا منافسا عالميا. هذه الجملة الأخيرة رغم أنها تفتح المجال أمام البرامج التعليمية القصيرة؛ إلا أنها في الوقت نفسه تعوّل كثيرا على الشراكات الطويلة مع القطاع الخاص لتسريع المهارات. فـ(الموظف السعودي العالمي) هو القادر على إيجاد موضع قدم في وظائف كبريات الشركات العالمية للعمل في المهن المصنفة كـ(أعلى المهن دخلا في العالم) ذات البيئة سريعة التغيير. ذلك المنظور، أيضا أعطى نصيبا وافرا لتوطين الوظائف عالية المهارة؛ بمعنى، دخول المواطن السعودي للثورة الصناعية الرابعة من أوسع أبوابها بأقصى ثقة في (قدراته البشرية).


هذه الأهداف عالية المستوى.. تحتاج بالضرورة إلى تهيئة بيئة تمكينية عالية المستوى أيضا. فتنمية القدرات البشرية لا يمكن أن تعمل بدون البنية التحتية ذات الكفاءة العالية.. جدا. الجميل في هذا المحور هو أن القطاع الوظيفي الخاص والمنشآت الكبرى -فعليا- تتوفر فيه تلك البنى التحتية على أكمل وجه (إذا كانت كلمة «أكمل» لا تعطي المعنى الحقيقي للقارئ، يمكنه استبدالها بكلمة «أتقن»). فالجاهزية بكل ما تحمله من متطلبات وأدوات وخدمات.. متوفرة؛ وهي في ذاتها: منافِسة ومتفوقة عالميا. فالمنشآت الكبرى استبقت الواقع بوعي عصري وصنعت البيئة ذات الكفاءة المُمكِّنة للتعلم وتطبيق الأفكار المبتكرة واكتساب وتطوير المهارات السلوكية؛ ليست كفاءة تتفوق بها على مستوى الشرق الأوسط.. بل كفاءة تنافس بها على المستوى العالمي -أي زيارة لمنشأة كبرى ستكون كافية لتوضيح الجملة السابقة-. تلك المنشآت أسست بشكل صحيح وفكر عالمي مستشرف للمستقبل في بيئة قادرة على إدارة المواهب ورفع كفاءة الأداء وتطوير الموظف وتهيئته بمهارة التعلم مدى الحياة. وعلى الجانب الآخر، الفرد السعودي لديه من الوعي والذكاء (القدرات الذهنية) ما ينافس به عالميا.. والإنجازات تشهد. لم يكن متبقيا سوى (حلقة الوصل): بين الجاهزية العالمية عالية الكفاءة.. والفرد السعودي عالي القدرات الذهنية ليكتمل هاشتاق (#تحويل_الحلم_إلى_ حقيقة). تلك الحلقة العبقرية قدمها سمو ولي العهد في قالب برنامج مصمم خصيصا لتنمية القدرات البشرية لكل مواطن سعودي في أي موقع كان: طالبا، خريجا، موظفا، متقاعدا.. باحثا عن عمل.. وفي أي موقع من الوطن.

البيئة جاهزة ومهيأة ومواكِبة للمستقبل.. والبنى التحتية -بمختلف أشكالها- متاحة للجميع.. والقدرات الذهنية العالية للفرد السعودي تسمح باستثمار واستغلال تلك البيئة العالمية. بقي علينا أن نتشارك جميعا في الحوار.. ليعرف كل منا كيف يُفعّل دوره في برنامج تنمية القدرات البشرية.. فهذا التفعيل: (.. هو مستقبلك ومستقبل منشأتك ومستقبل مجتمعك..).. (.. ما هو دورك؟).