-A +A
حسين شبكشي
انطلقت منذ أيام قليلة دورة الألعاب الأوليمبية في العاصمة اليابانية طوكيو، وذلك بعد تأجيلها لمدة عام كامل عن موعدها المقرر سلفا في صيف العام الماضي، بسبب ظروف تفشي جائحة كورونا المدمرة حول العالم. وانطلقت البطولة في ظروف قسرية جدا وحزينة للغاية لأن كورونا لا تزال تفرض شروطها القاسية على العالم بأسره لتجيء مراسم افتتاح البطولة وفعاليات الألعاب المختلفة خالية تماما من الحضور الجماهيري الذي كان دوما ما يعتبر نكهة المناسبات الرياضية كما هو معروف. والألعاب الأوليمبية التي يعود إرثها للحضارة الإغريقية، ففي مدينة أوليمبيا باليونان كانت تقام هذه الألعاب في القرن الثامن قبل الميلاد، ثم أصبحت مقننة تحت إشراف اللجنة الأوليمبية الدولية لتقام في إحدى مدن العالم التي تفوز بالترشح لذلك كل أربعة أعوام، واعتبر شعارها المتمثل بحلقاتها الخمس المتشابكة بألوانها المختلفة رمزا لتشابك الإنسانية في قارات العالم الخمس، وأصبحت مع الوقت أهم مناسبة رياضية جامعة ودولية في العالم يشهد الناس من خلالها إنجازات رياضية شبه أسطورية، تحفر في ذاكرة ووجدان كل من يتابعها ويتحول أبطالها إلى شخصيات خالدة. وفي هذه البطولة تشارك السعودية بوفد كبير جدا شكلا وموضوعا، يعكس الروح الجديدة للبلاد، فالوفد مكون من شباب وفتيات الوطن وفي رياضات مختلفة، وكم كان لافتا وجميلا رؤية الوفد السعودي في حفل الافتتاح بشكله الراقي والمتفاعل وفي مقدمته علم البلاد يحمله اثنان من نجوم البعثة المشاركة بطل رياضة التجديف حسين علي رضا والعداءة الواعدة ياسمين الدباغ، بشكل فيه الكثير من الرمزية على الروح السعودية الجديدة. ومع كتابة هذه السطور كان حسين علي رضا قد شارك في ثلاثة سباقات تجديف في البطولة تأهل فيها للدور ربع النهائي، علما بأنه يشارك بالرغم من ظروف شخصية وصحية قاسية وصعبة للغاية، فهو شهد وفاة والدته منذ أشهر ليست بالطويلة بعد معاناة صعبة جدا مع مرض عضال، وأصيب إصابة قاسية للغاية تمثلت بكسر في أحد ضلوع صدره الذي سبب له ثقبا في الرئة مما احتاج معه إلى إجراء عملية جراحية طارئة حذره بعدها الطبيب من عدم القيام بأي جهد قبل شهر سبتمبر، ولكن حسب قول حسين علي رضا «الوطن أغلى».

بانتظار معرفة نتائج سعيد المطيري في الرماية، وسراج آل سليم في رفع الأثقال، وتهاني القحطاني في الجودو، وياسمين الدباغ في العدو، وفريق كرة القدم وسائر أفراد البعثة وأبطالها. هناك طموح مشروع بتحقيق ميداليات في هذه البطولة، لأن هناك مواهب مميزة في البعثة تتطلب الرعاية، ولكن الصورة السعودية المقدمة في هذه الدورة تعكس الروح السعودية الجديدة في محفل كبير مثل دورة الألعاب الأوليمبية وهذا في حد ذاته إنجاز.