-A +A
ميّ خالد
يشبه المرض الفيروسي حرائق الغابات، ولدينا نفس الخيارين للقضاء عليه: محاولة احتوائه، أو تركه يحترق حتى يستنفد وقوده ويموت بشكل طبيعي.

تكمن المشكلة في أن وقود الفيروس هو البشر، والسماح له بحرق نفسه بشكل طبيعي يمكن أن يكون له عواقب وخيمة. من المفيد دفع الناس للحصول على اللقاح تمامًا كما يجدر دفع الناس لإزالة الحرائق حول منازلهم لأنه في النهاية يفيد الجميع.


أقرأ كثيرا لأنصار المؤامرة الذين يحذرون الناس من تلقي لقاح كورونا ويحذرونهم من تواطؤ حكومات بلدانهم مع النظام العالمي.

هذه الأيام يتساءلون عن سبب إجبار بعض الحكومات للشعوب على اللقاحات، وفي الحقيقة وبعيدا عن أوهام المتوهمين وحرية الاختيار للأفراد في المواضيع التي تمس طبيعة الحياة، فإن هذه الرقابة المجتمعية هي في الواقع حجر الزاوية في الحضارة الإنسانية. السيطرة الاجتماعية هي السبب في أن معظم الناس لا يسرقون، حتى في الأماكن التي بها قوات شرطة أضعف مثلما حدث في بغداد عام ٢٠٠٣ من انتشار للسرقات والجرائم، الرقابة المجتمعية العفوية مثل نبذ السارق أو ضربه بالعصي من قبل أفراد عاديين هي التي تجعلنا نتحدث اليوم عن الحضارات الإنسانية وحين تخفت هذه الرقابة تسقط الشعوب في الأخطاء والرذائل فتندثر حضارتهم.

منذ فجر التاريخ، كان هناك العديد من الأشخاص الذين رفضوا الاستماع إلى الأطباء، من القرن التاسع عشر وحتى وصولهم إلى روما القديمة والعصر الذهبي. عندما يتجاهل الكثير من الناس هذه النصيحة، فإنها تقلل من مناعة القطيع وتعزز فرصة أن يجد الفيروس مضيفين جددًا قبل أن يتطور إلى متغير أكثر خطورة مثل ما يحدث مع كورونا.

كما أن العديد من المعارضين «ليس الجميع» الذين ينشرون معلومات مضللة ويؤمنون بهوس شديد أن هناك مؤامرة ويؤسسون قنوات وعملا منظما لنشر معلوماتهم، فهم حسب الطب النفسي مصابون بأحد ثلاث مشكلات: إما بجنون العظمة، أو اضطراب الشخصية الفصامية، أو اضطراب الشخصية النرجسية.