-A +A
عبده خال
كل عام ونحن في خير وسعادة..

يعتبر عيد الأضحى هو العيد الكبير لدى معظم الدول الإسلامية، ومن فجر الإسلام كان الاحتفال بعيد الأضحى بهيّاً لأسباب كثيرة، ولا يخفى علينا مستويات الفقر التي استوطنت الدول الإسلامية ومنها الجزيرة العربية؛ لهذا فإن عيد الأضحى يزوّد الناس بـ(اللحمة)، ولأن في الوقت السابق لم تكن هناك برادات أو ثلاجات، فعمد الناس على الاحتفاظ باللحمة لوقت طويل من خلال (التمليح)، ثم تجفف وتؤكل قديداً، وأكل (القديد) سابق على أضاحي العيد إلا أن هذا النسك مكن خلقاً كثيراً من تقديم الأضحية، وهذه الأيام تعتبر متخمة بأكل (اللحوم) حتى سمي -عند البعض- بعيد اللحمة.


وموضوعي لهذا اليوم عن الأسعار الفلكية للأضاحي. أعلم أنه موسم لدى بائعي الأنعام، وفاتح لشهية تجار المواشي، ولأنه لا توجد تسعيرة رسمية لبيع الأضحية، شط بعض البائعين في رفع الأسعار حتى ضيقوا على الناس فرصة شراء الأضحية، بينما لو تدخلت الجهة المعنية في تحديد السقف السعري للأضاحي لكان هو الأجدى، وقاعدة (اللي ما عندوش، ما يلزموش) تصلح في زمن الإعراض عن الشراء في الأيام العادية، أما في هذا العيد تعتبر الأضحية شرطاً أساسياً عند البعض؛ كي يشعر المرء أنه أدى واجباً دينياً، وإذا استطاعت الجهة المعنية تحديد سقف الأضحية للحاج (480) ريالاً وكذلك قدر البنك الإسلامي للتنمية سعر الأضحية بـ(799) ريالاً، كان من الواجب التنبه للأسعار داخل المملكة.

فالمواطن يشتري الأضحية 1600 ريال، وتصل إلى 2000 ريال، فالأسعار لو أردنا مقارنتها بالدول المجاورة كالسودان، أو مصر، أو الصومال، أو.... فسنجد أن فرق البيع يصل إلى أربعة أو خمسة أضعاف مما يباع لدينا، فالخروف السواكني (تربية) في السودان سعره بين 200 إلى 250 ريالاً، ولدينا 1100 إلى 1300 ريال. هذا في الأيام العادية، أما في عيد الأضحى يتم ترقيته حتى يصل سعره 2000 ريال.

.. المواطن ينذبح من الوريد للوريد، وينسلخ قبل ما يشتري الأضحية..!