-A +A
خالد السليمان
أعترف أنني لست من هواة تبادل رسائل التهاني النصية عبر الهواتف الذكية، وغالبا لا أرد سوى على الرسائل التي تحمل توقيعا شخصيا، أي التي يكتبها صاحبها بنفسه لي وليست رسائل النسخ أو الصور المصممة التي تفتقد روح العلاقة الشخصية، فصاحبها ينسخ نصها ويحدد على جميع المسجلين في قائمة هاتفه ثم يرسلها، وأحيانا ينسى حتى أن يغير اسم كاتبها الأصلي !

والرسائل حلت محل الاتصالات التي حلت بدورها محل الزيارات، وكان بعض الناس في البداية ينتقدون الاتصالات التي حلت محل الزيارات، ويرون في ذلك تقصيرا في أداء الواجبات الاجتماعية وتقليلا من شأن الآخرين، فإذا بالاتصالات تصبح اليوم مغنما أمام الرسائل !


أعلم أن موقفي متطرف بعض الشيء، فلا أحد اليوم يملك الوقت أو الجهد لكتابة مئات الرسائل الشخصية المختلفة لأهله وأصدقائه ومعارفه المسجلين في هاتفه، وبالتالي من الطبيعي والأسهل أن يكتب رسالة واحدة ويرسلها بضغطة زر واحدة للجميع، لكنني ما زلت أقاوم، وغالبا سأفشل في مقاومتي، لكن الأكيد أنني لن أستسلم طوعا !

أرجو أن نستعيد يوما روح الزيارات، ودفء الاتصالات، وإذا كان ولا بد من رسائل التهنئة، فلنبث فيها روح المشاعر الشخصية، ومن لا يملك الوقت والجهد لكتابة مشاعره، فعلى الأقل ليكتب اسم الشخص المرسل له على رأس رسالته المنسوخة !