-A +A
حمود أبو طالب
الشعوب المحظوظة هي التي يسخر لها الله قيادات حكيمة وشجاعة وصادقة وأمينة، تضع نصب أعينها مصلحة الوطن والمواطن أولاً وأخيراً من خلال عمل دؤوب مُحكم ملموس النتائج، ومعزز بالحقائق الواضحة، ولذلك سوف يكون الحديث الأخير لولي العهد الأمير محمد بن سلمان نموذجاً فريداً في إدارة الدولة وأسلوب مخاطبة الشعب، وكذلك في توضيح المفاهيم العقلانية الناضجة في العلاقات الدولية والعمل كشريك إيجابي فاعل وبنّاء في المجتمع الدولي.

الحديث لم يكن فقط لتوضيح ما تم إنجازه في الشأن التنموي للمملكة إلى الآن وفق الرؤية الوطنية 2030، وإنما أيضاً لتوضيح الأدبيات التي تنتهجها المملكة في مرحلتها الجديدة تجاه كل الشؤون الداخلية والخارجية، سياسياً وفكرياً واقتصادياً وثقافياً واجتماعياً، ولتؤكد أنها دولة عصرية منسجمة مع العالم الحديث، مع احتفاظها واعتزازها بإرثها الأصيل بعد تنقيته من شوائب كثيرة تراكمت عليه وأفسدت بعض جوانبه الجميلة.


لقد فطن الأمير محمد بن سلمان منذ توليه المسؤولية أن لديه ثروة بشرية ومادية جاهزة، وكفيلة للانطلاق بالوطن إلى آفاق لا حدود لها، وأن هذه الثروة البشرية على قدر كبير من العلم والتأهيل، تحتاج إلى مخاطبتها بما يقنعها ويستثير هممها ويحرك كل مكامن القوة فيها. كان رهانه منذ البداية على شعب وصفه بالجبار، وخلال فترة قصيرة تأكد أنه لم يكن مبالغاً في وصفه، فها هو هذا الشعب يفخر بوطن جبار وقيادة جبارة تعرف كيف تقوده بكرامة وعزة وثقة وعزيمة إلى منتهى أحلامه.