-A +A
ماجد الفهمي
شهادتي في عمل وزارة الرياضة الحالية شهادة مجروحة، قلت ذلك مراراً صوتاً وصورة وكتابة.. منذ أن رأيت وزيرها يدشن إستراتيجية دعم الأندية، وأعلم يقيناً أن العدل مبدأه وهو يعي أن تراكمات سنين قبعت تحت الظلام لن تزال بسهولة، لذا سأبقى متفائلاً لأنني أرى نوراً بين أيادي عمله. كلنا نعلم أن الرئاسة العامة لرعاية الشباب ثم الهيئة العامة ثم الوزارة وقفت مع أندية وأنقذتها مرة من هبوط وأخرى ديون -مراراً وتكراراً- باعتراف رؤسائها، بسداد ديون (فشلتنا) عند الفيفا، وديون داخلية لم يكن لحبالها نهاية، وكذلك التنازل عن ديون، وكل هذا وقوفاً مع بعض الأندية التي تعد ركناً من أركان الرياضة. أما الأهلي فقد كان خفيفاً جداً لا يثقل كاهل الدولة حيث تولاه زمن من كان يدفع عشرات الملايين ولم يشوه سمعة الرياضة لا خارجياً ولا داخلياً وبقي يسير وحده دون دعم.. أما الآن وبعد رحيل من كان يحمل هذا النادي على كتفيه أصبح نادياً فقيراً محزناً وحاله يرثى له. هذا النادي ليس مجرد ركن من أركان الرياضة.. بل هو نادٍ على أيدي رجاله تأسست رياضة الوطن بكاملها عبر رمزها الأكبر عبدالله الفيصل -رحمه الله- والذي في يوم من الأيام قال للأهلاويين: أريد هذا النادي مثالاً لبقية الأندية الرياضية كمبادئ وقيم وشمولية. ما يحز في النفس أن الأهلي بقي وحده على عهد من وصى.. حتى أصبح مرمى واضحاً لكثير من القهر عبر تحكيم نُحر من خلاله سنين عددا ولم يكن له أذرع تشده عضدا.. مثلما حدث معه في سحبه من بطولة آسيا وبعدها بأيام تذهب بعثة رياضية لنفس البلد الذي منع منه الأهلي.. وهذا قليل من كثير حدث لأهلي المبادئ والقيم ! وأصبح يؤذَى ولا يؤذِي !

سيدي الوزير.. إدارة الأهلي الحالية ليست كغيرها من الأندية.. كونها أتت بلا ملف انتخابي وزكيت من خلال داعم واحد عرف عنه أنه لا يجيد الالتزام بأدواره تجاه نادٍ له شعبية كبيرة.. ولا شك أنه بعد أن احتكم الأمير منصور بن مشعل ورئيس الأهلي السابق م. أحمد الصائغ حكم على من عمل واجتهد بالإبعاد وأبقي على من ضيع النادي وكبده ديوناً لا نعلم كيف ستحل ! الأهلاويون غير راضين يا سمو الوزير؛ لأن كل ركن من أركان النادي وكل لسان من ألسنة المنتمين فقدوا ثقتهم بالرئيس.. وما بعد فقدان الثقة إلا انهيار تام إن لم تزح هذه الثقة.. لذا لا يطالب الأهلاويون إلا (استثناء) كما حصل مع غيرهم وتحميل من كبد النادي بالديون بسدادها وانتخاب مجلس إدارة جديد وبعدها لن يكون على الوزارة أي عتب.. فهنا الأهلاويون مصيرهم بيدهم.. أما الآن فمصيرهم بيد تراكمات ٤ سنوات كارثية.


فاصلة منقوطة؛

(١) حمداً لله أن الأهلي يحمل لونيْ الوطن (الأخضر والأبيض) ويحمل شعار السيفين والنخلة.. وإلا كان الأهلي في سنين ماضية هامشا لا أكثر..

(٢) الأهلي (قرية أولومبية) إن تهاوى فستتهاوى أحد أركان الرياضة في عمومها.. فنحن لا نتحدث عن كرة قدم.. بل رياضة كاملة.

(٣) عند باب الوزارة وضع الأهلاويون وجعهم.. وعلى الطبيب أن يستأصل الوجع.