-A +A
سلطان الزايدي
رغم التأثير الكبير لجائحة كورونا على المجتمعات في كل العالم، إلا أن الإنسان ما زال يعيش الاستمتاع بالحياة، ويتمتع بكل طقوسها الجميلة منها والصعبة، فالأمل يحيي النفوس ويعطي للحياة رونقها وقيمتها، إذ لا يمكن أن يعيش الإنسان على هذا الكوكب بدون أمل وثقة بالله، فمهما كانت الظروف قاسية، ومهما طال أمد الصبر سيأتي يوم وتصبح تلك الظروف من الذكريات، فحياة الإنسان بين السعادة والشقاء، والابتسامة والحزن، تدور بنا دائرة الأيام، ولا نعرف ما الذي يمكن أن يحدث في اليوم التالي أو في السنة القادمة، هي أمور في علم الغيب، لكن يبقى الإنسان مع كل تلك الظروف يعيش الحياة بالطريقة التي تناسبه.

إن جائحة كورونا لم تؤثر على استمتاع الناس بمنافسات كرة القدم، وفي المجتمع السعودي نجدها تتصدر حديث المجالس، والخوض في تفاصيلها مستمر في كل وسائل التواصل الاجتماعي، فالسياسي يتحدث في بعض كتاباته عن كرة القدم، وكذلك يفعل الاقتصادي، وغيرهم كثير؛ لذا نجد الناس تشعر بحالة من الاستمتاع، حين يكون الحديث عن «ديربي» النصر والهلال المنتظر أو عن نتيجة «ديربي الغربية» الذي انتهى بالتعادل، ولم يعد الحديث عن جائحة كورونا مهمًّا سوى في التوعية والتقيد بالاحترازات الكافية التي تعين على منع انتشار هذا الوباء في المجتمع.


إن «ديربي» العاصمة المنتظر بين النصر والهلال يشغل حديث الناس أكثر من أي شيء آخر، وخصوصًا المتيمين بعشق كرة القدم، هذا «الديربي» الذي لن تجد من يتوقع نتيجته ويجزم بها رغم ظروف النصر وحجم الغيابات التي سيعاني منها الفريق، وكذلك الهلال المنتشي بعد انتصاره الأخير على الاتفاق، لا أحد عنده تصور مطلق بفوزه، لهذا إن كرة القدم حين تحضر منافساتها الكبيرة، خاصة المباريات التنافسية الكبيرة، فإن الحديث سيكون له طابع آخر، وقد تصبح الأمور الأخرى بكل تفاصيلها ثانوية، وليست مصدر جذب واهتمام.

ما زلنا -بفضل الله- نستمتع بالحياة في هذه الدولة العظيمة رغم كل ما تسببت به جائحة كورونا من أحزان وتوتر لكثير من الناس، إلا أننا نعيش الحياة كما يجب، ونستمتع بكثير من تفاصيلها دون أن نشعر بحالة من السوء جراء تفشي هذا الوباء حول العالم، ونراقب الأحداث عن كثب ونتعايش مع كل ما قد يحدث في المستقبل.

ودمتم بخير..

zaidi161@