-A +A
أريج الجهني
نحن نعيش في حقبة القرارات الشجاعة، وكما وأنه لا يوجد شر مطلق ولا خير مطلق فإن كورونا بشكل أو بآخر أعاد الحق لبعض الفئات المتضررة، ولعل أهمها انتصار وزارة التعليم وإعادة برامج التعليم عن بعد بشكل رسمي، وهنا نعيد الطلب والتذكير بضحايا القرارات القديمة والمتراكمة من وزارة الموارد البشرية حينما كانت «الخدمة المدنية» وأيضا عشوائية إيقاف التعليم عن بعد وحرمان الكثير من فرص العمل والتعليم بسبب رؤية تقليدية، واليوم ونحن نقود العالم العربي بل حتى نتقدم على الكثير من الدول بجودة الخدمات المساندة للتعليم فإننا نجد أننا أمام مسؤولية أخلاقية في إعادة الحق لأهله وهذا الأمر بين يدي معالي الوزير حمد آل الشيخ.

نعم هذه التقارير الدولية المبشرة عن مستوى التعليم السعودي وريادته وأخص بالذكر «عدم توقفه» جديرة بأن نطمع بالمزيد في ظل عقل غير تقليدي يقود الوزارة وأيضا فرق عمل لا تهدأ، فور أن أعلن الخبر تواصل معي عدد من المواطنات اللاتي حققن إنجازات كبيرة وقطعن أشواطا في خدمة المجتمع لكن تضررن بسبب عدم اعتماد التعليم عن بعد، إحداهن من خريجات جامعة الملك عبدالعزيز قسم القانون، وكلنا نعلم جودة هذه الجامعة العريقة التي نعتز بها كصرح وطني شامخ، ولا أفهم كيف تم تمرير إيقاف الاعتراف بشهادات التعلم عن بعد لكن لعل الضرب في الميت حرام وننظر للقادم.


الخطة القادمة ما أن تحط كورونا أوزارها، هو أن نتمدد حول العالم ونقيم شراكات دولية؛ كأن يتم التواصل مع أقوى عشر جامعات بريطانية وتكون هناك برامج مشتركة لطلبة الدراسات العليا نستفيد ونشترط أن يكون لكل طالب مشرف سعودي ومشرف أجنبي، ليتعلم الجميع ويستفيد الجميع. هناك كساد دولي في التعليم العالي، «سنكون قصمان» في هذه المرحلة، كلمة وزير الطاقة الأمير عبدالعزيز بن سلمان، حفظه الله، ونستفيد من هذا الكساد برفع جودة التعليم العالي من خلال تطعيمه بالعقول والخبرات العالمية.

أخيرا، فإن إعادة النظر في كل القرارات السابقة المتعلقة بهذا النمط التعليمي هو ما يبدو حاضرا في أجندة الوزارة، وهو ما يشغل أذهان طلبة الدراسات العليا، بلا شك إن هذا التحول لم يعد «اضطراريا» أو حتى «ترفيهيا» هو تحول «مصيري». جميل أن نعيش هذا التحول والأجمل أن نكون عنصرا فعالا به ولأجله.

كاتبة سعودية

areejaljahani@gmail.com