-A +A
محمد المطيري
في بداية كتابتي لهذا المقال الخاص بالرياضة عن تأثير الإعلام الرياضي والجمهور بتطبيق تويتر، أستذكر قصة للدكتور عبدالوهاب المسيري الذي تحدث عن تأثير قوة إنصباب الإعلام والإعلان عليه في كتابه «رحلتي الفكرية»، عندما قال: «لذة النوم على وسادتي فقدتها؛ بعد رؤيتي لإعلان عن وسادة ذات تقنية مريحة، وضاقت علي مقاعد الدرجة السياحية بالطائرة؛ بعد مشاهدتي لإعلان عن اتساع ورفاهية الدرجة الأولى»، هذا الأمر يتكرر بالرياضة، من خلال تأثير الإعلام والجماهير على المشجع.

-


فالإعلام المحسوب على الهلال ومغردو تويتر الذين يقودون مئات الآلاف من المغردين لرفع الهاشتاقات لشيطنة بيتروس لاعب النصر هي بسبب ما ادعوه بأنه تعمّد إصابة سلمان الفرج، ليست بسبب حماية لاعبهم بقدر التأثير، وبرمجة الحكام ولجان الإتحاد السعودي لمعاقبة بيتروس حاليًا أم تاليًا، وتكبير عدسة المجهر عليه في أي إحتكاك بدني في المباريات، فالنصر هو الغريم التقليدي الذي حقق بطولة السوبر أمام الهلال، واستيقظ ببطولة الدوري، وهو المنافس الأقوى والأطول نفسًا مع الهلال.

-

الهجمة الإعلامية الهلالية على بيتروس بسبب التراكمات الاستفزازية التي يفعلها اللاعب عند كل لقاء يواجه الهلال، ليست غريبة من لاعبي كرة القدم الذين يعتمدون التأثير على الحكام وإغاضة المنافسين.

فبيتروس لم يكن أسوأ من ميريل رادوي الذي تم وصفه بالمخلص والغيور على الفريق من قِبل إعلام الهلال وجمهوره، وهو من تجاوز بالخشونة بالركل واللّكم.

-

الانتقاء الإعلامي الرياضي مقبول إلى حدٍ ما، في أعمدة الصحف أو عندما يحلّ الشخص ذو الميول ضيفًا في اللقاءات التلفزيونية، لكن ما حدث من تبنّي برامج رياضية ومقدّموها للتهييج ضد بيتروس غير مقبول إطلاقًا، فمن حق المشاهد الرياضي أن يرى الموضوعية والحيادية نبراسًا في القنوات لاسيما الحكومية منها.

-

أما عن تأثير التصاريح الإعلامية من قِبل مسؤولي الأندية، أستذكر تصريح خوزيه مورينهو مدرب تشيلسي الإنجليزي آنذاك بعد مباراة الذهاب ضد برشلونة الإسباني بدوري الأبطال موسم ٢٠٠٤-٢٠٠٥ عن الحكم السويدي فريسك الذي اعتزل فورًا بعد المباراة؛ بسبب تهديدات الجماهير المُثارة من تصريح مورينهو، عندما ادعى بأن فريسك جلس مع فرانك رايكارد بين الشوطين، واتهمه بالتواطؤ لمصلحة برشلونة.

ولا أنسى تأثر الحكام والمدربين من تصريحات السير اليكس فيرغسون الذي كان يُجيد هذه اللعبة.

-

أخيرًا مهما بلغ وعي الفرد فهو ليس بمنأى عن المؤثرات الإعلامية والجماهير وانغماسه معهم، هناك مقولة لعالم النفس الفرنس «غوستاف لوبون» يقول فيها: «إدراك الفرد أعلى من إدراك الجماهير» ويقصد بأن الفرد يفكر بالعقل الواعي بعكس الجماهير التي تفكر باللاوعي.