-A +A
مي خالد
في لقاء تلفزيوني عابر سمعت فنانا عربيا كبيرا يصف تجربته في تناول دواء تحت التجربة هو ومجموعة منتخبة في لوس أنجلوس، لا أتذكر الآن ما هو المرض الذي يعالجه هذا الدواء، أم هو عبارة عن تجربة علمية.

لكن تذكرت هذا اللقاء وأنا أقرأ عن مستقبل الأجنة وأننا قد نفيق بعد عشرة أعوام أو أكثر قليلا ونجد الأطفال المصممين جينيا بيننا.


معامل غامضة ستنتشر في أكثر الدول تقدما وتنشر إعلاناتها وتقدم خدمة تصميم طفلك الخالي من الأمراض الوراثية بمبلغ وقدره، وسيقدمون خدمات إضافية مكتوبة أمامك في القائمة، مثل، لون البشرة والعينين، درجة الذكاء، سلوك طفلك العاطفي وميله للفنون والآداب أو التكنولوجيا، طوله وغير ذلك من الصفات.

وكأنك تختار سيارة، أساسا إن لم يحمل طفلك لون عينيك ولون بشرتك وصفاتك فهل يمكننا أن نعده طفلك حقا؟ أم هو ابن المعمل؟

هذه الأفكار ليست مجرد خيالات علمية بل فيها من الواقع الكثير، قبل عامين أكد عالم صيني خبرا صدم المجتمع العلمي الدولي، وهو أنه ساعد في إنشاء أول أطفال معدلين وراثياً في العالم، باستخدام أداة تحرير الجينات ليمنع فايروس نقص المناعة الإيدز من دخول خلايا الجهاز المناعي وإصابتها لهؤلاء الأطفال. صحيح أن الهدف نبيل لكن المجتمع الدولي اعتبره عملا غير أخلاقي خاصة أن العالم الصيني لم يكشف نجاح أو فشل التجربة.

وتتزايد المخاوف من أن هذه التقنيات لن تقتصر بالضرورة على القضاء على الأمراض الوراثية، بل يمكن أن تعمل أيضًا على زيادة حدوث الصفات الوراثية «المفضلة». مما يعني أن غير هؤلاء الأطفال يحملون صفات وراثية أقل شأنا، وهذه معضلة عنصرية ضخمة ستواجهها البشرية، خاصة لو كانت تكلفة هذه المعامل عالية ولا يستطيع دفعها غير الأثرياء مما يصنع تفاوتا كبيرا بين طبقات المجتمع وشكل أطفال المستقبل.

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@