-A +A
خالد السليمان
تميزت سنة الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين بأنها سنة افتراضية بامتياز، فقد عُقدت فيها قمتان للقادة للمرة الأولى في تاريخ المجموعة، كما تمت جميع اجتماعاتها عن بعد بسبب جائحة كورونا !

أكثر من الاستثنائية في الظاهر، تميزت القمة في أعمالها باختبار أكبر أزمة واجهتها البشرية في تاريخها وألقت بظلالها الثقيلة على الاقتصاد العالمي، وبالتالي حملت السنة السعودية لمجموعة العشرين على عاتقها مسؤولية كبيرة في توحيد جهود مكافحة الجائحة ودعم أبحاث إيجاد لقاح لإنقاذ البشرية، واستعادة الحياة الطبيعية بعد أن فرض الفايروس سطوته المدمرة على اقتصادات دول العالم وجمد الحياة كما نعرفها وأغلق حدود الدول وقطع سبل السفر بينها !


وفي الأزمات الكبرى تبرز القدرات وتظهر حقيقة الكفاءة في إدارتها، ولأن المملكة كانت من أكثر الدول نجاحاً في مواجهة الجائحة والحد من آثارها بحيث أصبحت إحدى التجارب الناجحة التي تدرسها الدول الأخرى، فإن كفاءة إدارتها لملفات المجموعة خلال سنة رئاستها الاستثنائية كانت لافتة ونجحت في إنجاز واجباتها وتحقيق أهدافها، وبرهنت على إمكانية تحقيق النجاح عن بعد وأهمية التواصل بين دول العالم في مثل هذه الظروف القاسية لتوحيد الجهود وصهر الطاقات وإبراز قيم الإنسانية في مواجهة المخاطر المشتركة، كما أن دول العالم أجمع تطلعت لقادة مجموعة العشرين لدفع جهود التعافي من آثار الجائحة وضمان التوزيع العادل للقاحات ومساعدة الدول الفقيرة على مواجهة الأزمة !

والأكيد أن سنة الرئاسة السعودية لمجموعة العشرين ستبقى تاريخية لظروفها الاستثنائية، وسيتذكر العالم كفاءة المملكة في تولي مسؤوليتها، بما يؤكد أهمية وإيجابية الدور الذي تلعبه على المسرح الدولي لصالح البشرية !

K_Alsuliman@

jehat5@yahoo.com