-A +A
عبده خال
أمضى العالم أمس مبحلقا في شاشات الأخبار لمتابعة الانتخابات الأمريكية، كيف لا، وهي الدولة التي تسير العالم نحو الهدوء، أو الصخب.

في نقل نتائج الانتخابات حدث مدهش، وجذاب، ففي كل حين تخرج التحليلات على هامش ما قيل من قبل المرشحين، ومع وصولنا إلى الظهيرة كمتابعين تصل توقعات بفوز ترامب للرئاسة للمرة الثانية، ويبدو أن الدول الديمقراطية وصلت إلى قناعة منح الرئيس فترة ثانية لاستكمال مشاريعه المعلقة، والتي يمكن للفترة الثانية استكمال تلك المشاريع، وقد حدث هذا خلال توالي رؤساء الدول الأوروبية، وفِي مقدمتها أمريكا.


ولو أردت التدخل بالقول إن العالم يتجه إلى تثبيت الرئيس لدورة تالية كأمر يحقق انسيابية المصالح الوطنية، وإن التثبيت أكثر جدوى لسلامة تلك المصالح من أن توكل لرئيس جديد يحتاج إلى زمن لمعرفة تضاريس العلاقة الخارجية.

ومع معرفتنا أن هذه الدول تسير وفق المؤسسات وليس وفق مزاج الرئيس القادم أو المنتخب لفترة ثانية إلا أن الرئيس -خلال فترته الأولى- يكون قاعدة معرفية تمكنه من التأثير في المؤسسة ويحملها إلى تغيير توجهاتها في ما يراه مناسبا لتحقيق مصالح دولته.

ومنذ بدء السباق في الانتخابات الأمريكية، كانت هناك دول تتمنى فوز ترامب لإبقاء سياسته جارية على ما كانت عليه من أربع سنوات، وهناك دول تتمنى فوز بايدن علها تحظى بسياسة مغايرة عما كانت عليه أمريكا في التعامل معها.

وهناك دول واثقة من أن الرئيس القادم أو المجدد له في ولايته سوف يسير سياسة أمريكا بما يتلاءم مع مصالحها الوطنية.

وحقيقة لعبة الانتخابات ما هي إلا (شو إعلامي) أميل لوصف الأمير بندر بن سلطان بأنها (الموسم السخيف) كما قال معالي الأستاذ عادل الجبير.

كما قال معاليه إن المملكة تراقب الانتخابات إلا أن فوز أحد المرشحين لن يؤثر على المملكة، لأن من يصل إلى الرئاسة سوف تحكمه المصالح الوطنية لبلاده، ومهما قال من ملاحظات أو نوايا يريد تطبيقها حين يصل، فإن المنصب يتحكم في القرارات التي يجب اتخاذها، وليس ما يريد اتخاذه بصورة حتمية.

وفِي هذا أعود للقول: إن للمنصب ثقافته الخاصة التي تنتج قرارات تتماشى مع مصالح المنصب، وليست مصالح ما دونه، أو خارجا عنه.

كاتب سعودي

abdookhal2@yahoo.com