-A +A
هيلة المشوح
شن الإخوان حملة شرسة ضد فرنسا تحت ذريعة رفض الإساءة للنبي محمد (صلى الله عيه وسلم) وهي في واقع الأمر حملة لإنقاذ تركيا من حملة شنت عليها كانت أشد شراسة لمقاطعة المنتجات التركية، فالتزامن مدروس ومخطط له لأجل تجنيب تركيا مزيداً من الانهيارات السياسية والاقتصادية وحماية لرمزهم أردوغان وليس انتصاراً للرسول (صلى الله عيه وسلم).

يسعى الإخوان إلى تصدير أردوغان كقائد وخليفة ألبسوه ثياب الطهر والفضائل، كونه ورقة الضمان الأخيرة لوجودهم، وكونه يجد هو الآخر في هذا التنظيم ترسيخ مكانته بين المسلمين وتلميع صورته حين يلعب بالكرت العربي والإسلامي في مصالح حزبية متبادلة، لذلك فالحملة التي شنت ضد فرنسا ورئيسها هي حملة إخوانية صرفة تكرس نهج تنظيمات الإسلام السياسي التي توظف الدين خدمة للسياسة وتأجيج الشعوب وترميز شخصيات حتى لو كانت فاشلة في إدارة بلادها وتحظى بسخط شعوبها المسحوقة.


من أوجه التناقض التي برزت خلال الحملة ضد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أنه حين اختار قناة الجزيرة للظهور بعدالتهييج الشعبي للمسلمين ضده لم ينكر الإخوان على قناة الجزيرة استضافته وهو محور سخطهم وحنقهم -كما يدعون- فالجزيرة جزء من منظومة المشروع الإخواني الكبير وهي العتاد الإعلامي لأي جماعة مارقة والناطق الرسمي للغوغائيين من جماعة الإخوان ومن سار على نهجهم في نشر الفوضى والعنف والإرهاب، وبناء عليه فلم يختارها ماكرون عبثاً وهو يعلم أن كل حرف ينطقه سوف يتلقاه كل مؤدلج ومتطرف وإرهابي بات يشكل خطرا قائما على بلاده، أما العجيب في الأمر حقاً فهو التبريرات و«الترقيعات» الإخوانية لقناة الجزيرة التي لم تتردد إدارتها في قبول تكرم ماكرون بالظهور على شاشتها... نعم يا سادة.. عن الإخوان المتلونين وخليفتهم المزعوم وقناتهم أتحدث!

كاتبة سعودية

hailahabdulah20@