-A +A
عبده خال
غداً يوم البهجة، يوم ولد فيه رسولنا الكريم.

يأتي مولد الرسول صلى الله عليه وسلم -لهذا العام- في غضون ما أثير من زوبعة أدت إلى غضب المسلمين في كل بقعة من العالم، وهذا أمر، لو أننا تنبهنا لحيثيات حدوثه، لتنبهنا أنه سيحدث عبر الأزمان، وقد حدث في زمن الرسول، وسيستمر ولن توقفه الغضبة الآنية، فاختلاف البشر يؤكد على الافتراق في النظر إلى ما هو مقدس هنا أو هناك.


وأعتقد أننا بحاجة ماسة إلى تنقية سيرة الرسول الكريم مما علق بها من خلال الكتب التراثية، فهناك وقائع في السيرة، وفِي بعض الأحاديث تنتج فريقين؛ الفريق المؤمن، والفريق المعارض، ويعمل الفريقان وفق تلك القناعات، فالشاب المؤمن يطبق أعمالاً يحاول الفريق الآخر وصمها بالإرهاب، والشاب المغاير لديننا يتجه إلى السخرية والاستهانة بوجود المسلمين بكل مقدساتهم.

ولأن رقعة العالم صغرت، وتكثف نقل المعلومة، وسرعتها زادت، أصبح الطرفان مزودين بمعلومة مغلوطة عن الرسول العظيم، وكل طرف منهما يمعن في طريقه، ولو حدثت مراجعة لما كتب في الموروث من خلال مؤسسات دينية إسلامية لتصحيح الصورة المختلف حولها في تجسيد الصفات الشائنة لربما حدث نوع من التصويب في النظرة.

أعلم أن هذا التصويب يحتاج لعشرات السنوات، ومع ذلك فلنبدأ، فأي تطوير لخطاب يحتاج إلى الإيمان والاقتناع والعمل، وإن لم يحدث هذا، فسوف يستمر إنتاج ما لا يروق لنا ولا نقبله.

abdookhal2@yahoo.com