-A +A
حمود أبو طالب
من جودة الحياة أن تقود سيارتك أو تمشي في شارع تنطبق عليه مواصفات ومعايير الشارع كما هي في كل بلاد الله المتحضرة، لكن الذي يحدث في شوارعنا منذ زمن طويل وما زال ونخشى أن يستمر إلى أجل غير مسمى هو شيء مزعج ومقزز ومنفر ومتلف للبصر ومثير للأعصاب، وأيضا يبعث الحزن على الأموال التي تنفق على آلية عجيبة لتصميم وإنشاء الشوارع.

منذ ٨ سنوات تقريباً وأنا أتأمل شارعاً رئيسياً في الحي الذي أسكنه، منتظراً اليوم الذي يصبح فيه بشكله وتنظيمه النهائي، لكن هذا اليوم لم يأتِ بعد. لا يمر شهر إلا والآليات تزيل الأسفلت ثم تعيد رصفه وسفلتته، ولا يمر شهر إلا وفيه أكثر من تحويلة مؤقتة تجعل الاختناق فيه لا يطاق، وتجعل مسافة الكيلومتر الواحد عذاباً لا يحتمل. نحن هنا لا نتحدث عن غياب الأرصفة والتشجير والتنظيم وجودة الأسفلت لأن ذلك يدخل في باب الترف، نريد فقط تحقيق الغرض الأساسي الذي من أجله يُنشأ الشارع وهو السير فيه براحة وأمان وسلام.


غير مفهوم أبداً غياب التنسيق بين الجهات الخدمية، الأمانات والبلديات والمياه والكهرباء والاتصالات وغيرها لتكون النتيجة هدم وترميم الشارع من جديد كل مرة، وهو الوضع الذي نشاهده في كل مدن المملكة، وإذا كان هناك من عذر في الأحياء القديمة بحجة افتقادها بعض الخدمات فما العذر في الأحياء الجديدة التي يفترض أن تكتمل الخدمات فيها عند إنشائها. إنه شيء مخجل ومتعب عندما نرى شوارع رئيسية في مدننا الكبرى تكاد تكون شبه مغلقة بسبب الحفريات لوقت طويل، وأما الشوارع الفرعية فحدث ولا حرج.

نعيد ونكرر: جودة الشوارع من جودة الحياة، ولأننا نقضي الكثير من وقتنا في هذه الشوارع التالفة فإن حياتنا ينقصها عنصر مهم من عناصر جودتها.

habutalib@hotmail.com