-A +A
عبده خال
كما يقال (الله يخارجنا من هذه السنة)، فهي سنة ضيقة النفس معبأة بكمية رعب غير محدد، والعالم مجتمعاً ينتظر حلول عام 2021، وهو الموعد المتوقع لظهور لقاح لفايروس كورونا، وقبل حلول ذلك الموعد ارتفعت نداءات بالعودة إلى جحورنا التي مللنا المكوث فيها.

فبعد رفع امنع التجول جزئياً، ومحاولة عودة الحياة الطبيعية، ارتفع النداء مرة أخرى بضرورة إعادة المنع لارتفاع الإصابات في الدول الأوروبية.


والتحذيرات أننا دخلنا إلى زمن الموجة الثانية من انتشار الوباء، خاصة أن فصول الشتاء يصاب الأكثرية بنزلات برد، ويستخف البعض بالقول إن فايروس كورونا سيجد زميلاً (الانفلونزا) يشاركه في رفع نسبة الشك أن المصابين سيكونون متزايدين.

وحمّلت منظمة الصحة العالمية تحذيرها الأخير التهاون الحادث من قبل دول العالم، إذ قالت المتحدثة الرسمية باسم المنظمة، «ستكون موجة كبيرة واحدة. سوف تتفاوت علواً وانخفاضاً بعض الشيء، وأفضل ما يمكن فعله هو تسطيح الموجة وتحويلها إلى شيء ضعيف يلامس قدميك».

وهذه التوصية ليس لها محل في الإعراب إذا قيس الأمر بملامسة الأقدام!

خروج الناس من الحجر، بعد مناعة حالات التشافي الكبيرة أحدث تهاوناً حقيقياً بالفايروس، وأتصور أنهم لن يعودوا إلى منازلهم، في المخاطبات الدولية القادمة، فالشعور بالسجن الذي امتد لشهور جعل البعض يفضل الإصابة على المكوث في الحجر المنزلي، وهذه أهم معضلة سوف تواجه أي مطالبة بالعودة للحجر، كما أن اقتصاديات العالم انتصرت لنفسها من البدء، مضحية بأي أضحية مقابل استمرار العجلة الاقتصادية.

وفِي هذه الحالة تكون كل الإجراءات السابقة ذهبت مع مرور رياح تقلص انتشار الوباء، ولَم يعد لدى الجميع الحماس اللازم لمعاودة مسلسل الإجراءات الماضية.

وإذا كان هناك أطباء لا يعترفون بمصطلح (الموجة الثانية) كوّن الفايروس لم يغادر بتاتاً حتى يعود!

المهم، تعبت النفوس من هذه السنة الكوارثية، فلندعُ الله بظهور لقاح كي نخرج أنفسنا من أنفسنا!

abdookhal2@yahoo.com