-A +A
ريم بنت عبدالخالق
العدل المطلق صفة ربانية رضيها الله سبحانه وتعالى لنفسه وعاملنا بها وكتب علينا أن نعمل بها فنحن خلائف الله في الأرض.

وعلى مر العصور البشرية وفِي صفحات التاريخ شهدنا أن أكثر عهود الممالك حضارة وازدهاراً قادها أعدل الحكام.. فالعدل أساس الملك..


ونحن السعوديون نعتبر أكثر شعوب الأرض حظاً بانتمائنا لدولة يقوم حكمها على شريعة الله قلباً وقالباً، فنحن مواطنون في مملكة تتخذ المنهج الرباني دستورا ومنهاجاً.

ويكفينا أماناً أن نحاكم بحكم الله وهو العادل فلا فضل لمواطن أياً كان على الآخر في حقوقه وواجباته، ولا امتيازات لأسماء ولا ألقاب ولا مناصب ولا أي اعتبارات إلا الولاء لهذا الدين وهذا الوطن.

فبالعدل تحفظ أرواحنا وأعراضنا وأموالنا وحتى خواطرنا، وتقاس حقوقنا بميزان لا يعرف معياراً إلا القسط، فنجد آثار ذلك في حياتنا ومعاشنا ورزقنا وعلاقاتنا الإنسانية وسائر أمورنا الحياتية.

ولا يتذمر من هذه الأحكام أو يستنكرها إلا من شذ عن الفطرة السليمة وخالف القواعد الربانية وقوانيننا المستمدة منها وارتضى لنفسه ما ليس له.

وفِي عهد سلمان الخير وولي عهده هذا الشاب الواعد الشجاع - أيقونة النجاح والتغيير والإنجاز والتقدم - يظهر ذلك جلياً لنا، فلا ضياع لحقوق امرأة ولا طفل ولا وارث ولا أجير ولا صاحب عمل ولا أيا كان يعاني ظلماً أو له حق إلا ووجد من يسمعه ويغيثه ويعمل على الأخذ بيده حتى ينال حقه.

ومن تمام الإحسان أن أصبحت هذه الأحكام تطبق بشكل عاجل ونافذ دون معاناة ولا مماطلة ولا ضرر.

فأصبحنا نرى ثمرة ذلك في أنفسنا بالرضا الذي يغمرنا، وفِي مصالحنا بقضائها دون خوف أو ظلم، وفِي تسارع عجلة التنمية في كافة القطاعات دون تسويف أو فساد أو إهدار للثروات والوقت والجهد.

إن الدولة التي تضرب بيد من حديد على حدودها لإيقاف المطامع الخارجية وضمان استتباب أمن مواطنيها تضرب بذات اليد الحديدية على عنق كل ظالم وفاسد.

وهي ذاتها الدولة التي تُربِّت بيد أخرى على أكتاف الضعفاء وتضمن لأراملها وأيتامها ومسنيها حياة كريمة.

كما أن دولتنا التي اختصها الله بالقيام على خدمة الحرمين الشريفين وزائريهما من ملايين المسلمين كل عام من كافة بقاع الأرض في موسم الحج وعلى مدار العام للعمرة والصلاة في الرحاب الطاهرة بمكة والمدينة المنورة قد تفوقت على نفسها بقيادتها - التي حملت هذا الشرف اسما وتكليفاً - في مجال لا ينافسها فيه أحد واستطاعت بجدارة أن تجعل قبلة المسلمين في مكة ومسجد خير الورى في المدينة درتين من درر العمارة النبيلة بساحاتهما ومآذنهما وقبابهما ومرافقهما وخدماتهما بما يدعو للفخر لكل مسلم ومسلمة.

وهي نفسها الدولة التي تعمر - بيد على يد - المدن والمصانع والمستشفيات والمساجد والمدارس والجامعات والمكتبات ودور النشر والسينما والمسارح وأماكن الترفيه والشركات الكبرى، وتتحسس بيدٍ أخرى مكامن ثرواتها في باطن أرضها الطاهرة، هذه الأرض الغنية الواعدة والتي ما زالت تخبئ لنا المزيد من الخيرات المستقرة في باطنها لتفاجئنا بها كجيل محظوظ وتكرمنا بحقول جديدة للغاز والنفط في شمال المملكة والتي اتسم أهلها قبل ترابها بهذا الكرم..

كما تضع هذه الدولة يدها بيد صغار المستثمرين وتشجع أبناءها على استغلال طاقاتهم البشرية ومواردهم لتبني نهضة تطاول بها السحاب وتحفر عناوينها للتاريخ بحروف من ذهب، واضعة أهدافها السامية نصب أعينها ومذللة كل الصعاب بالحكمة والمرونة والتعاطي مع المستجدات وتجنب المخاطر من خلال رؤية ٢٠٣٠ والتي أصبحت منهاجاً للوصول للقمة، فأصبحت تفترش مساحة لا يستهان بها على خارطة القوى العظمى والتي يحسب لكلمتها وقراراتها عالمياً ألف حساب، فنراها قد زاحمت بميزانها العادل موازين تلك الدول التي ظلت دهوراً تتفاخر بإنجازاتها وحضاراتها وتقدمها، وأثبتت جدارتها بهذه المكانة وها نحن بكل الفخر نتبوأ رئاسة قمة العشرين لهذا العام ونرى دولتنا وهي تحمل بيدها شعلة القيادة وتنير الطريق في ظل ظروف استثنائية قاهرة يمر بها العالم أجمع وضغوطات أرهقت اقتصاده وشلت أغلب التعاملات واستنفدت احتياطيات الموارد فوضعت هذه الدول في منعطفات لم تكن لتتمكن من تجاوزها لولا القيادة السعودية الحكيمة والقدرة الفائقة على إدارة الأزمات والأخذ بزمام المبادرات ووضع التوصيات والعمل الجاد على تنفيذها فنراها يوماً بعد يوم وهي تؤدي دورها ببراعة ومسؤولية، ففازت داخلياً برضا مواطنيها وفخرهم وولائهم كما فازت باحترام العالم أجمع وإشادته في الخارج حتى أصبحوا ينادون في دولهم بالتغيير ويطالبون بقادة يتمتعون ولو بجزء من عزم قادتها.

وهي بعينها الدولة التي سطرت بيدها القرارات العادلة والمشرفة في القضايا السياسية والإنسانية في كافة الهيئات والمنظمات الدولية، وكلأت أبناءها بعين رعايتها فأوصلتهم إلى أعظم المحافل الدولية في كافة المجالات فكان لهم نصيب الأسد على منصات العلم والتكنولوجيا.

وهي نفسها الدولة التي ألجمت بيدِ سيادتها أفواه الماكرين والمتربصين ومن يحيكون لها المكائد ويسعون لزلزلة حكمها وتفكيك شعبها وإثارة الفتن بينهم ولكن هيهات.. بلا جدوى.

وهي ذاتها الدولة التي أطلقت أياديها السخية وسيرت طائراتها وسفنها في أرجاء الأرض بالمساعدات الإنسانية فتصدرت حملاتها الإغاثية مواكب العطاء في المناطق المنكوبة لتطبب المرضى وتبني المستشفيات والمدارس والبيوت ومخيمات الإيواء وتحمل للمتضررين الغذاء والدواء بأيادي أبنائها من الأطباء والمتطوعين رافعين علمها في ميادين الشرف والإنسانية.

وما بين يد تبني ويد تعمر ويد تحمي ويد ترعى يظل في نظرنا هذا الأخطبوط الأخضر العملاق - الذي يبهر العالم وهو في عامه التسعين ويشع شباباً وحياة وعطاء فلم تزده السنون إلا قوة وتماسكاً ورخاء وبهاء - ما هو إلا دولة قام مُلكها على أساس العدل فعاملت به الكيانات الخارجية، وبثت روحه بين من يعيشون على أرضها داخل حدودها فاستحقت به المكانة التي احتلتها في العالم اليوم والتي لا تقل ثقلاً ولا هيبة ولا حباً وإجلالاً عن المكانة التي احتلتها في نفوسنا نحن أبناءها وبناتها فجعلت جباهنا لا تنحني إلا لله شكراً وعرفاناً على هذه النعمة مثنين بفضلها لله ثم للمليك والوطن..

* بالحبر الأخضر:

عطيته الحاضر وفي خاطري شف

أبيه باكر ياصل اللي تمنّيت

أبيه بين أوطانها عالي السّقف

مابي ولدنا باكر يقول ياليت

وشلون ما احبّه وهو ناهي الوصف

لو قلت ما مثله فانا ما تماديت

خالد الفيصل

كاتبة سعودية

r.a.k.saudiarabia@gmail.com