-A +A
حمود أبو طالب
الكثير الكثير يمكن أن يقال في يوم الوطن دون أن يفي هذا المنجز حقه لأن ما تحقق أكبر وأعمق من أبلغ وأدق وأشمل مفردات الوصف. وما حدث ليس معجزة هبطت على شخص حالم خامل حققت له حلمه، وإنما معجزة تحققت بالعمل والكفاح والإصرار والتعب والنضال والصبر وصدق النية بتوحيد شتات وإنشاء دولة عصرية في زمن صعب وظروف قاسية.

وعندما نقارن الملك عبدالعزيز بزعامات سابقة ولاحقة نجد أنه إلى الآن ورغم كل ما كتب عنه وتم توثيقه عن مرحلة التأسيس نجد أن هذا الزعيم العملاق لم يتم إيفاؤه ما يستحقه من سبر مرحلته بمختلف جوانبها، أو شخصيته بمزاياها الفريدة، فعندما نستعرض ما تتضمنه مقررات التعليم على سبيل المثال فإنها في المجمل تتحدث عن ملك استعاد ملك آبائه وأجداده ووحد المملكة فحسب، وعندما نقرأ ما كتب عنه قديماً وحديثاً فإنه في الغالب يركز على الأحداث أكثر من تركيزه على صانعها وكيف صنعها آخذاً في الاعتبار الظروف المحلية والإقليمية والدولية خلال الفترة من لحظة العزم على بدء مشروعه إلى اكتماله بدولة وطنية ذات سيادة وشريكة في المجتمع الدولي.


الاحتفاء بالوطن يجب أن يتعدى المظاهر إلى ترسيخ فكرة وطن استثنائي تم تكوينه في زمن استثنائي بفكر زعيم استثنائي، وفي هذه المرحلة التي يمر بها العالم بالذات، والتي تشهد سقوط دول وفشل أخرى، وتحاك فيها مؤامرات ضد أوطان يتواطأ عليها لئام من داخلها، لا بد من إعلاء قيمة الوطن في ذات كل من ينتمي إليه، وبالطريقة المثلى التي تناسب سنه وثقافته وبيئته. علينا إنهاء تعويم مصطلح الوطن الذي مارسه الخبثاء ليكون هو القيمة العليا الوحيدة، ولا شيء يعلو عليه.

habutalib@hotmail.com