-A +A
حسين شبكشي
تحتفل السعودية هذه الأيام بيومها الوطني التسعين، تسعة عقود شهدت إنجازات شبه إعجازية، بداية من توحيد بلاد شاسعة واسعة على يد مؤسس البلاد الملك عبد العزيز، طيب الله ثراه، مرورا بمراحل خطط التنمية المختلفة، التي شهدت اهتماما مذهلا بتطوير البنى التحتية للبلاد، واستحداث الطرق والموانئ والمطارات والسكة الحديدية، بالإضافة للنقلة الهائلة في القطاع التعليمي بتأسيس أعداد مهولة من المدارس والمعاهد والجامعات. وحصل ذات الشيء في مجال الخدمات الصحية، التي شهدت طفرة عظيمة في الخدمات والإمكانيات. وتحولت «النهضة» السعودية مضربا للأمثال، وصفها أحد الكتاب بعنوان يختصر المشهد بكلمات بسيطة ولكنها في غاية العمق والأهمية بوصفه بأنها «معجزة فوق الرمال». ولم يكن الطريق كله سهلا بالورود، فكانت هناك تحديات ومصاعب ومخاوف منها السياسي ومنها الاقتصادي ومنها الأمني ومنها الإرهابي ومنها الاجتماعي. شهدت البلاد تداعيات الحرب العراقية الإيرانية، والغزو العراق للكويت، وإرهاب جهيمان والقاعدة وحزب الله وداعش، والتشدد باسم الدين الذي ولد ببيئة خانقة، وصولا للمرحلة الحالية التي شهدت تعديلات في منتهى الأهمية في ما يتعلق بالحقوق والحريات الاجتماعية التي أزالت قناع التشدد والتنطع.

واليوم يخطو الشعب السعودي بأمل وطموح كبير نحو المستقبل، دولة فتية تسعى بقدرات وأفكار شعبها للمنافسة بين الأمم، وهي منافسة صعبة، ولكن السعودي أثبت أنه متى ما أتيحت له الفرصة السوية والعادلة فسيكون قادرا على مواجهة الجميع بثقة واحترام.


هناك تحديات جديدة أهمها التحول من الاقتصاد النفطي إلى الاقتصاد المتنوع ورفع كفاءة الأداء بشقيه العام والخاص ومكافحة الفساد ومحاربة العنصرية التي تفشت بشكل مرعب ومخيف.

كل عام والسعودية بألف خير، كل عام ونحن نتأمل ونحلم وقادرون أن نحقق أحلامنا على أرض الواقع لرسم تسعين عاما جديدة من الإنجازات المبهرة للأجيال القادمة بإذن الله تعالى.

hashobokshi@gmail.com

كاتب سعودي