-A +A
وفاء الرشيد
يقول المثل على نفسها جنت براقش وأنا أقول على نفسها جنت قطر... هل رأيتم أو سمعتم عن دولة بتاريخ البشرية تفتح حدودها لاحتلال أجنبي يتمثل بالاحتلال العسكري التركي القائم على الأراضي القطرية؟

قد يسألني المتعاطفون، لماذا أسميه احتلالا أجنبيا ولماذا هي قطر دولة محتلة اليوم؟ في الشهور الأخيرة تم تسريب بعض من بنود المحتوى لاتفاقية (الفلس) العسكرية السرية بين قطر وتركيا... الاتفاقية التي تم توقيعها في الدوحة بين تركيا وقطر في أبريل ٢٨، ٢٠١٦م والتي سميت بـ (اتفاقية التنفيذ بين الجمهورية التركية وحكومة دولة قطر لنشر القوات التركية على الأراضي القطرية)، والذي كشف هذا التسريب عن وجود غموض متعمد في بعض بنود هذه الاتفاقية مما يجعلها خطيرة... فهي قد تترك قطر رهينة بين أيدي الأتراك لسنوات.


كان تعليق الموقع السويدي (نورديك مونيتور)، على بند واحد من بنود الاتفاقية بسطور أختصرها هنا سطرت مضمونا مظلما تقول فيه «تمكين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من استخدام الأجواء والأراضي والقطع البحرية القطرية في عملية الترويج لأيديولوجيته وأفكاره في منطقة الخليج، إضافة إلى تحقيق مصالحه وأهدافه الشخصية، إضافة إلى استخدام جيشه العضو في حلف الناتو في المنطقة».

وأضاف الموقع بأنها «تنطوي على مخاطر كبيرة قد تؤدي إلى تصعيد مشاركة تركيا في صراعات محتملة قد لا يكون لها علاقة بحماية المصالح القومية التركية، وهو ما يؤكد بأن البنود الغامضة في الاتفاقية تم وضعها بشكل متعمد من أجل تمكين الرئيس أردوغان من الاستفادة منها وبشكل ممنهج»، فالحديث عن (العمليات) كان أخطر، حيث إنها لم تقف الاتفاقية عند التدريب والتمارين المشتركة فقط بل تذهب إلى ما هو أبعد في تمكين أردوغان من إرسال قوات إلى الخارج تنطلق من الأراضي القطرية!! ومن هم الخارج؟ ومن هم جيران قطر؟

أما المادة الرابعة من هذه الاتفاقية، وهي المادة الذهبية برأيي، فهي تحمل عبارة فضفاضة وغامضة تنص على إمكانية ضم (أي بعثات أخرى)، لتترك الباب مفتوحا لأردوغان ليقوم بمهام قتالية تحقق مصالحة وتتماشى مع فكره دون الرجوع للشعب والبرلمان التركي!

بالإضافة إلى في 9 يونيو 2017 صادق البرلمان التركي على عدم تحديد مدة زمنية للتواجد التركي في قطر، حيث تنص المادة الأولى من الاتفاق على «الوجود طويل الأمد، والوجود المؤقت وأنشطة القوات المسلحة التركية»، دون أي إطار محدد للزمن، ولا تعريف لما هو «المدى الطويل»!!

قطر اليوم رهينة لحكم أردوغان المأزوم داخلياً والفاشل خارجياً، ليبقى الشعب القطري العزيز علينا، ضحية لسيادة ضائعة وتبعية مهينة.

كاتبة سعودية