-A +A
سلطان الزايدي
تحدث في الرياضة السعودية متغيرات كثيرة تتواكب مع العالم، وتحاول أن تجاري بعض التجارب حتى نتحرك نحو مستقبل أفضل، هذا بالفعل ما نشاهده في السنوات الأخيرة، وإحقاقًا للحق نحن نشعر في السعودية بحالة تحسن مدروسة في كل تفاصيل الشأن الرياضي على كافة الأصعدة، فالدولة -رعاها الله- تسعى جاهدةً لتطوير القطاع الرياضي لما تلمسه من أهمية كبيرة له، فالشريحة الأكبر في المجتمع من فئة الشباب، واستثمار هذه الفئة في المجال الرياضي يعود على الدولة -بشكل عام- بفوائد كبيرة.

هذا الأمر تحديدًا يحظى بمتابعة كبيرة من الدولة في كل تفاصيله، ولأن الأمر مهمٌّ فإن كل عمل يحتاج إلى تقويم، وهذا الأمر لن يحدث إلا بتفعيل سبل النقد، وإعطاء مساحة كافية من الحرية لتقديم نقد هادف وموضوعي يخدم توجهات الدولة، فالأخطاء في العمل واردة، ولن نجد عملًا يخلو من الأخطاء، لكن هذه الأخطاء حتى تُكتشف وتتم معالجتها، فإننا بحاجة إلى بصيرة الناقد التي تفتح أمام المسؤول بعض الجوانب التي من المهم مراجعتها ووضع الدراسات الكافية لها، فمهمة النقد في السعودية ناجحة إلى حدٍّ ما، ويوجد في الساحة الإعلامية مَن يملكون تلك القدرات التي تعين المسؤول على تجاوز كل الصعاب.


كنّا نشكو في السابق من قلة الدعم الحكومي، وكانت تتوقف حينها عملية النقد عند شحّ الموارد المالية، أما اليوم فالوضع مختلف، والتوجهات مختلفة، والأفكار أيضًا مختلفة مدعومة بدعم مالي غير مسبوق؛ وهذا ما يجعل أسلوب النقد يختلف عن السابق.

لدينا نقّاد منذ سنوات طويلة، حصلوا على فرص كثيرة للظهور الإعلامي، وتقديم أفكارهم من خلال الصحف أو الظهور عبر القنوات الفضائية، ولأن لكل وقت أدواته الخاصة، وطالما هناك حالة تغيير منتظرة وفق خطط واضحة واستراتيجيات تعتمد في المقام الأول على إحداث نقلة نوعية، تكون نتائجها في المستقبل واضحة وملموسة في هذا الإطار، فإن العمل المراد تنفيذه يحتاج إلى نقّاد مختلفين يملكون ذات الرؤية والتوجهات، وهذا الأمر لا أجده متوفرًا في النقّاد السابقين، ولن تكون فكرة الاستفادة منهم مجديةً لحالة التطور التي تعيشها الرياضة السعودية؛ لذا من المهم أن يحدث التغيير في هذا الجانب، فنجاح أي وسيلة إعلامية في الفترات القادمة ليس بالضرورة أن يرتبط بالأسماء التي تحظى بمتابعة جماهيرية، فالمحتوى يفرض نفسه، ومع الوقت سنشاهد أسماءً جديدةً على مستوى النقّاد.

إن بعض الأفكار تتعطل بسبب قصر فهم بعض النقّاد، الذين يثيرون حولها بعض المعوقات؛ مما يجعلها تتأخر في التنفيذ أو حتى تلغى رغم قناعة المسؤول بنجاحها ونتائجها، التي قد تكون سببًا في إضافة نقلة مميزة نحو مستقبل رياضي أفضل، وكثير من المشاريع الرياضية بمختلف أنواعها توقفت بسبب بعض وجهات النظر التي لم تكن موفقة.

إن مستقبل الرياضة السعودية يعتمد -بعد الله- على فئة الشباب في المجتمع من خلال أفكارهم ومجهوداتهم؛ لذا من المهم أن يشارك في عملية النقد شبابٌ في ذات المستوى، إذ لا يمكن لناقدٍ تجاوز الستين أو السبعين من عمره أن يجاري هذه المرحلة، يبقى رأيهم محل تقدير، لكن كل شيءٍ يجب أن يتغير حتى نسير في طريق متوازٍ مع مرحلة التغيير المنشودة.

دمتم بخير،،،