-A +A
عبده خال
أفعال بعض الشخصيات، تدفعك دفعا لرفض تصرفاتهم، وأحاديثهم السائلة، كون تلك التصرفات لا تتسق مع مفاهيمك الخاصة.

وفي مقطع فيديو جال كل مواقع التواصل، ظهر فخامة الرئيس محمود عباس، كاشفا عن رؤيته للتطورات الحادثة، فتحول الى معلن للمسجد الأقصى، ودعوة للوافدين إليه، لزيارته كواجب ديني، ما دام التطبيع مقبلا، وهو واثق من هذا، سواء كان راضيا أو معترضا.


مطالبته للعالم الإسلامي (وتحديدا دول الخليج) بأن يتم ضخ الزيت لمنظمة التحرير، والزيت المقصود هو البترول، وكأن هذا الزيت ملك للقضية، أو إرث الواجب إنفاقه كله على فصائل وقيادات المنظمة، وإن لم يحدث هذا يتم وصم دول الخليج بالخيانة العظمى!

في ذلك اللقاء طالب عباس بالزيت، وعندما استدركت المذيعة توضيحا منه:

ماذا تقصد بالزيت.. زيت الزيتون؟

كان رده لا يثير الابتسام، فأردف قائلا:

أقصد بالزيت -البترول، أما زيت الزيتون فنحن نورده لهم!

وهنا أقول لفخامته، أمضت الدول الخليجية والأفراد سنين طويلة في ضخ المليارات من أجل خاطر عيون (القضية)، فأنا كفرد - مثلا- دفعت منذ كنت طفلا، ولا زلت، فعندما كنت طفلا، أتلقى الأوامر في مدرستي بالدفع، وكان الشعار (ادفع ريالا تنقذ فلسطينيا)، ولم أكن أحصل على شهادتي الدراسية إلا بعد الدفع، وتاليا أُخذت الأموال من مرتباتنا، وزكواتنا، ومبادراتنا، كلها كانت زيتا من أجل بقاء القضية مشتعلة، وبعد عشرات السنوات كان كل الزيت الذي تدفق من أجل القضية للقيادات التي نجحت في بقاء القضية مادة تسول، بينما الشعب الفلسطيني ظل باحثا عن حل يجعله يعيش بسلام، إلا أن قياداته أبقت شعارات خالدة مهمتها طلب الزيت من غير الحاجة إلى سلام.

وبكل أمانة، يا فخامة الرئيس: أنتم من قتل القضية التي ماتت في وجدان الناس بسبب تسولكم وانتفاخ جيوبكم وأرصدتكم!

مللنا من الشعارات الكاذبة علينا وعلى شعبكم أيضا.

abdookhal2@yahoo.com