-A +A
منى المالكي
لا أقصد بهذا العنوان إطلاقا نسف الجهود السابقة لهيئة السياحة والتراث الوطني سابقاً، التي عملت في الزمن الصعب، فحفرت لهذا العمل الوطني مكانته المميزة في تاريخ الإنسان السعودي، ولكن ذهبت إلى أن الجهود المميزة السابقة للهيئة التي كانت تعمل تحت ضغط اجتماعي هائل نجحت واستطاعت الوصول بالسياحة والاهتمام بالآثار والتراث العمراني في بلادنا إلى بر الأمان.

اليوم أصبحت السياحة صناعة وصناعة مهمة جداً، فهي أحد الموارد المادية المهمة لخزينة الدولة وتحويلها إلى وزارة يؤكد أننا أمام صناعة لا تقل إطلاقا عن ثروتنا النفطية، ولكن حتى نبدأ الخطوة الصحيحة التالية للإستراتيجيات والهيكلة والخطط، لابد أن ننتبه لأمر مهم جدا وهو «الإنسان» كيف ذلك؟!


هذا القطاع الحيوي المهم (السياحة) قائم على الأرض وأسرارها وجمالها وثرواتها الثقافية والحضارية والترويح لها ولن يحب هذه الأرض مثل أبنائها إطلاقا، بدا ذلك واضحاً في تأسيس كليات السياحة والآثار في الجامعات السعودية وهي خطوة ستؤتي ثمارها بعد سنين!

يجب علينا الآن أن نستفيد من تلك الخبرات الموجودة بيننا من أساتذة وأستاذات في أقسام التاريخ والآثار بأن يكونوا أعضاء في البعثات الأجنبية التي ستنقب عن الآثار، فإن نستفيد من خبرات هذه الشركات العالمية هذا شيء رائع بل ويجب ذلك لما تملكه من خبرة في هذا المجال، ولكن أن تأتي بأساتذة من جامعات أوروبية ولا يكون هناك مكان لأساتذتنا الذين درسوا وقدموا أبحاثهم وعاشوا على هذه الأرض المباركة يدونون ويكتبون ويبحثون فهذا هدر لقدراتنا الوطنية وهدر للمال العام الذي استثمرناه في هذه العقول الوطنية.

أعلم أن من شروط التعاقد مع هذه الشركات وجود كوادر سعودية، ولكن أصبح التسامح مع هذا الشرط مقبولاً لدى البعض!! وهنا نقول إن من مهام وزارة السياحة وهيئة الآثار أن تفرضه فرضاً، فلا يُعقل أن تأتي شركة أجنبية بأستاذة في جامعة من بلد الشركة تخصصها ذات تخصص أستاذة سعودية على درجة بروفيسور فتهاتف تلك الأستاذة الزائرة زميلتها الأستاذة السعودية بأنها ستأتي للعمل مع الشركة الأجنبية للتنقيب عن الآثار، وأنها تتمنى رؤيتها!! والأستاذة السعودية التي عملت وكتبت وبحثت في استقبالها فقط لتقدم لها واجب الضيافة!!

بماذا ستجيب وزارة السياحة وهيئة الآثار مشكورة؟

كاتبة سعودية

monaalmaliki@