-A +A
طارق الحميد
انضمت البحرين إلى الإمارات، وأعلنت عن موافقتها على توقيع اتفاقية سلام مع إسرائيل، وبرعاية أمريكية، والسؤال الآن هو هل تفعلها قطر وتنضم إلى ركب السلام قبل دول عربية أخرى؟ سياق العلاقات القطرية الإسرائيلية، ومنذ عام ١٩٩٥، يوحي بذلك.

وبالطبع فإن هناك جملة تصريحات لرئيس الوزراء السابق حمد بن جاسم من شأنها أن تساعد على فهم التفكير القطري حيال الموقف من إسرائيل، وما يمكن أن تفكر به الدوحة الآن. وذلك ليس إيمانا بعملية السلام نفسها، بل لحفظ المصالح القطرية المبنية على التخوف من البقاء وحيدة، بعد أن استعدت قطر الجميع.


مثلا، يقول بن جاسم، بتصريح سابق عن التقارب مع إسرائيل، إنه: «كان تزلفا وتقربا من أمريكا.. كان مهما أن تكون لك علاقات مع إسرائيل لأنها تفتح لك أبوابا كثيرة بأمريكا». وسبق أن قال إنه بعد إغلاق المكتب التجاري الإسرائيلي بالدوحة «استمرت العلاقات معهم.. أنا أعرفهم كويس، وتعاملت معهم».

وبالنسبة لكيفية نظر قطر لطبيعة علاقاتها مع إسرائيل، فقد أظهرت أشرطة خيمة القذافي المسربة حقيقة التفكير القطري حيث قال بن جاسم بتلك الأشرطة: «إسرائيل ساعات إذا وجدنا الضغط السعودي زاد على الأمريكان هم يخففون الضغط علينا.. بسبب علاقتنا معهم».

وفي تبرير لتلك العلاقات القديمة مع إسرائيل قال بن جاسم أمام مجموعة من الطالبات القطريات، وردا على سؤال لطالبة منهن حول العلاقات القطرية الإسرائيلية: «حنا ما عملناها استعباط.. حنا عملناها بعد مؤتمر مدريد».

وعطفا على كل ما سبق يبدو أن قطر أكثر دولة مؤهلة الآن للتوقيع على عملية سلام مع إسرائيل بعد الإمارات، والبحرين، لأن قطر لا تستطيع، كعقلية سياسية، أو كباحثة عن الأدوار، أن تبقى خارج الحفلة، وتتفرج من الخارج، فذاك أمر من شأنه أن يصيب الدوحة بالجنون.

وخصوصا أن من شأن السلام الإماراتي، البحريني، مع إسرائيل أن يحد من «أدوار» قطر بالمنطقة، كما تعني عملية السلام هذه أنه لم يعد بمقدور الدوحة لعب أدوار «مميزة» بواشنطن، وبغطاء إسرائيلي، حيث إن العلاقات الإماراتية البحرينية الإسرائيلية تعني رفع شعار «يمتنع الوسطاء» الآن.

الطريف أن لابن جاسم تصريحا يقول فيه، وردا على طالبة قطرية، حول متى يصبح العرب أقوياء أمام إسرائيل: «أنا أعتقد إن يمكن الله يجيب جيل أحسن منا يسوي المهمة»، وأعتقد أننا الآن أمام الجيل الأفضل من بن جاسم، على الأقل صدقا، ووضوحا، وشجاعة.

وعليه فهل تتحمل قطر البقاء وحيدة في الخلاء الآن؟ ننتظر، ونرى !

كاتب سعودي

tariq@al-homayed.com