-A +A
حمود أبو طالب
لا أعرف ما هو سر العداء بيننا وبين اللون الأخضر، وأعني به الشجرة، هذه النعمة الإلهية التي تبهج البصر وتلطف الطقس وتسر النفس، ومن أعنيهم بهذا هم المسؤولون عن تخطيط المدن بمختلف تخصصاتهم ومسؤولياتهم، الذين جعلوا مدننا شاحبة جافة اللهم إلا من بعض النخيل المغروس في بعض الشوارع دون اعتبار إلى مدى ملاءمته للبقاء والصمود في بعض المناطق التي لا تتناسب تربتها ومناخها مع طبيعته.

نذرع شوارع وأحياء مدننا فلا نرى سوى لونين، لون الأسفلت ولون التراب، وإذا وجدت بضع شجيرات متفرقة هنا أو هناك فإنها في حالة لا تسر، أما موضوع المساحات الخضراء، أي الحدائق المنظمة أو المسطحات فذلك دونه خرط القتاد، وقد قرأت مرة أن أمانة مدينة جدة استعادت ٤٠٠ حديقة وتريد تنظيمها من جديد فعصرت ذاكرتي لأعرف أين يوجد هذا العدد من الحدائق فلم تسعفني الذاكرة سوى بعدد قليل جداً من مساحات صغيرة يُطلق عليها جزافاً مسمى حدائق، بينما هي في الحقيقة عشب يابس مهمل في بعض الزوايا الخلفية للأحياء.


وأريد في هذا الصدد الإشارة إلى مشروع ضخم لتشجير مدينة الرياض بخلاف الحديقة الكبرى المزمع إنشاؤها لتكون معلماً من معالمها، الرياض المدينة الصحراوية ذات الطقس الحار الجاف أصبح اللون الأخضر ينتشر فيها بشكل ملحوظ، والموضوع ليس معجزة بل إرادة يمكن تحقيقها، بينما بقية مدننا ما زالت مصابة بأنيميا اللون الأخضر رغم أن الخالق سبحانه وتعالى خلق أصنافاً لا تحصى من الأشجار تناسب كل أنواع الطقس.

يا إخواننا المسؤولين في الأمانات والبلديات خففوا من عدائكم للون الأخضر، ارحمونا من هذا الجفاف البصري والتصحر النفسي، فالشجرة نعمة من الله لكنكم تصرون على حرماننا من رؤيتها.

habutalib@hotmail.com