-A +A
خالد الجارالله
• عقدان كاملان والهلال يغرد وحيداً خارج السرب، يلتهم البطولات المحلية والعربية بلا منافس دائم ولا خصم عنيد، ويقاتل منفرداً منذ سنوات على البطولات القارية الكبرى حتى أخضعها لدواليبه، فيما جاره النصر يجر أذيال الخيبة عاماً تلو آخر، حتى أن أقصى إنجازاته كانت إلى وقتٍ قريب الفوز على الزعيم بأي نتيجة كانت، قبل أن يعود من الباب الكبير في ٢٠١٤ ببطولتين سارت الركبان بسيرتهما وما دار حولهما من جدل ونقد وظروف.

• وذلك كلام ليس من قبيل الاستهلاك والإثارة بل حقيقة راسخة في صلب التاريخ الموثق والمعاصر غير القابل للعبث و«التمطيط» و«الاختلاق».


• الهلال لم يبق شيئاً يمكن لأحدٍ استفزازه من خلاله عدا «كأس العالم»، أجبرهم على ترك المكابرة على واقعهم الهلامي الذي لم يكن يقنعهم مهما حاولوا تجميله وإظهار غير ذلك، فقرروا أخيراً تقليد الهلال وفعل الأفاعيل لأجل ذلك، بإبرام الصفقات الباذخة وبناء فريق قوي لعل وعسى أن يحققوا الآسيوية لأول مرة ويشاركوا في مونديال الأندية بنسخته الرسمية ومن الملعب لا الترشيح.

• النصر في حجمه الطبيعي ودون «نفخ» ورغم كل هذا الضجيج، لا يقاس سجله البطولاتي والإنجازات بالاتحاد والشباب فكيف بالهلال!

• خلال عقدين مشهودين صوتاً وصورة، ظل مجرد «تحصيل حاصل» عدا في المواسم التي كان مهدداً فيها بالهبوط، أو تلك التي حقق فيها بطولاته المعدودة، ويسعى اليوم «لتقليص الفارق» محفوفاً بآمال عريضة ودعم غير مسبوق لتحقيق حضور آسيوي ولو ببلوغ نصف النهائي.

• تورط بعض النصراويين كثيراً في مماحكة الهلال، فلم يكونوا أهلاً لمجاراته محلياً ولا قارياً على المستوى الفني لسنوات، وكانت نديتهم معه لا تتعدى الفرح بتعثره عن تحقيق سابعته الآسيوية، أو تشويه كل منجز يحققه بشكل أو بآخر، ولولا ذلك لربما تهاوى وفقد أنصاره!

• الحراك النصراوي الأخير مهما بلغت صفقاته وطموحاته وإنجازاته، إن لم يكن مهره كأس العالم فلن يأتي بجديد ولن تقدمه على الهلال الذي حقق كل شيء، لكنها محاولة تستوجب من جميع النصراويين التصفيق والشكر للإدارة وداعميها في تقليد الهلال لأنها بداية التصحيح وتقفي أثر الكبار، وكما قال كبير الكتاب النصراويين محمد الدويش «أتمنى أن يغاروا من الهلال، أتمنى من الذين يشككون بالهلال أن يقلدوه، ليس عيباً أن تقلدوا الشيء الصح»..

kjarallah@