-A +A
حمود أبو طالب
يصعب جداً أن ننشد الكمال أو المثالية في ظروف كالتي نعيشها بسبب جائحة كورونا، أنا أتحدث تحديداً عن التعليم مع بداية العام الدراسي قبل يومين، وتقنيات التعليم عن بعد لأكثر من ستة ملايين طالب وطالبة في المملكة، وسبق أن كتبت أن القرارات بخصوص كيف تكون العملية التعليمية هذا العام ليست سهلة عندما تأخرت الوزارة في البت في هذا الشأن، وعطفاً على ذلك لن يكون تنفيذ العملية التعليمية بعد قرار بدء الدراسة عن بعد لمدة سبعة أسابيع سهلاً مهما كانت الاستعدادات متكاملة ومتقنة.

نحن نخوض تجربة جديدة بكل حيثياتها وملابساتها وتعقيداتها، والتقنية مهما كانت دقيقة لن تكون دون أخطاء وعثرات مفاجئة، ولا يمكن بحال من الأحوال استباق كل شيء وتوقع كل شيء. البدايات هي التي تكشف الأخطاء والمعالجة يجب أن تتم بسرعة، وهذا ما هو متوقع أن يحدث، وعندما حدث شيء من الخلل في اليومين الماضيين فذلك ليس مبرراً لاتهام الوزارة بالتقصير في كل شيء وعدم الاستعداد للتجربة الجديدة.


من المفيد أن ننبه الوزارة لأي خلل يحدث ونطرح ملاحظاتنا وآراءنا عن إصلاحه وتلافيه، ولكن ليس مفيداً أن ننتقص من الجهود الكبيرة التي قامت بها والاستعدادات الضخمة التي وفرتها، وتثبيط آلاف العاملين فيها الذين يواصلون الليل بالنهار من أجل نجاح العام الدراسي بأقل السلبيات والأخطاء، وفي كل الأحوال لا توجد دولة في هذه الظروف قادرة على ضمان جودة كاملة لتعليمها مهما بلغت كفاءة تقنياتها، لأن المسألة ليست تقنية فقط، فهناك عوامل أخرى كثيرة وظروف متداخلة تتحكم في النتائج.

نحن كآباء وأمهات شركاء لوزارة التعليم في هذه الظروف الاستثنائية، ولم يمض سوى يومين من العام الدراسي، فدعونا لا نبالغ في التشاؤم، ونأمل في الأفضل خلال الأيام القادمة. صبركم قليلاً أيها الناس.

كاتب سعودي

habutalib@hotmail.com