-A +A
مي خالد
في مقالتي المنشورة في هذه الصحيفة الغراء بتاريخ ١٥ يوليو ٢٠٢٠ وتحت عنوان: «مواجهة سرية» وردت هذه الفقرة، وهي قبل تفجير مرفأ بيروت بأسبوعين تقريبا:

(وهذا يجعلني أرجح أنه هجوم سيبراني إسرائيلي وأعتقد أنه سيعقبه هجوم على بيروت لتدمير القواعد الصاروخية لحزب الله الإرهابي وهذا للأسف سيوقع ضحايا من المدنيين بسبب مواقعها. وفي نفس الوقت ستكمل إسرائيل حربها السرية الإلكترونية على إيران).


وفي هذا المقال سأتابع طرح بعض النقاط حول حقيقة هذه المواجهة السرية.

صنف أحدث تقرير للمخاطر العالمية للمنتدى الاقتصادي العالمي الهجمات الإلكترونية على أنها من بين أكبر عشرة مخاطر على الاقتصاد العالمي.

فالفرق بين الحرب التقليدية والحرب الإلكترونية ليس دم الضحايا بل إن الهجمات الإلكترونية رخيصة الثمن ويمكن إنكارها ويمكن أن تسبب ذعرًا مدنيًا واقتصاديًا كبيرًا.

في مايو الماضي أبلغت إسرائيل عن الهجوم الإيراني على منشآت المياه الإسرائيلية، ظن الإسرائيليون في البداية أن الهجوم عطل فني أثر على مرافق معالجة المياه والصرف الصحي. لكن في ما بعد علموا بحقيقة الهجوم وتم الإبلاغ عنه باعتباره هجومًا إلكترونيًا، وأنه نشأ في إيران على الرغم من توجيهه عبر خوادم في أوروبا وأمريكا.

وأعقب هذا الهجوم اختراق سيبراني على المواقع الإلكترونية الإسرائيلية حيث تم اختراق 300 موقع ووضع صورة افتراضية لمدينة تل أبيب وهي تبتلعها الحرائق.

قد تكون الصورة أكثر تأثيرًا في نفوس الإسرائيليين من الهجوم الإلكتروني على منشآت المياه والصرف الصحي، لكن هذا الهجوم الموجه للبنية التحتية هو في الواقع سمة هذا النوع من الحروب الذي يستهدف التدمير الاقتصادي للدول.

ثم جاء الرد الإسرائيلي في مايو أيضًا حيث وقع اختيارهم على أكثر المنشآت الإيرانية ازدحامًا والموقع الأهم للتجارة البحرية فيها، «ميناء شهيد رجائي» حيث تم تعطيل أنظمة الكمبيوتر هناك لعدة ساعات. حاول الإيرانيون التقليل من خسائرهم نتيجة هذا الاستهداف لكن الصحافة العالمية بعد أسبوع أعلنت أن الهجوم تسبب في ازدحام خطير وكانت تكلفته كبيرة.

يبدو أن العالم كان مشغولًا بحروبه التقليدية وصراعه مع جائحة كوفيد حين بدأت إسرائيل وإيران نوعًا جديدًا من الحروب سنجد كل دول العالم تنخرط فيها تدريجيًا. وكأن العالم ينقصه الابتكار في ممارسة الشر.

كاتبة سعودية

may_khaled@hotmail.com

mayk_0_0@