-A +A
أسامة يماني
كانت تركيا الانكشارية الأردوغانية تمني النفس وتحلم بإعادة العثمانية الاستعمارية التي أطلقوا بأنفسهم عليها اسم «العثمانيون الجدد».

تركيا العثمانية تبنت ورعت الإسلام السياسي المتمثل في جماعة الإخوان المسلمين التي خلقها وأوجدها الاستعمار البريطاني بمصر، كما هو ثابت من المستندات البريطانية.


وما يميز تلك الجماعة السياسية في جميع البلاد العربية والإسلامية هو ارتباطها الوثيق بالدول الاستعمارية، وعلاقتها الطيبة مع القوى الخارجية، وأجهزة الاستخبارات الأجنبية.

العثمانيون الجدد الطامحون الراغبون في إعادة الاستعمار التركي البغيض الذي دمر البنية التحتية للدول العربية، ونهب خيراتها وثرواتها وكنوزها ومعارفها، مخلفاً الجهل والمرض والفقر، ورافعاً شعار الخلافة الإسلامية التي أخذها بالحديد والنار من أصحابها في غفلة من التاريخ.

هؤلاء الانكشاريون الجدد وجدوا في صعود الإخوان المسلمين على كرسي الحكم في مصر فرصتهم الحقيقية لإعادة المجد الاستعماري لقبائل آسيا الوسطى التي احتلت الأناضول، وهجرت سكانه وقتلتهم وطردتهم بالحديد والنار. وتلك حقائق تاريخية لا يجوز القفز عليها، ويجب تسميتها باسمها الحقيقي حتى لا تتكرر الأخطاء.

استيقظ أردوغان من حلمه فزعاً حيث وجد على حكم مصر ابنا من أبنائها الوطنيين، فأرعد وأزبد واحتضن الخارجين الخائنين لوطنهم من الإخونجية، وفتح لهم المحطات الإذاعية والتلفزيونية بدعم مالي من قطر. وظن بذلك أردوغان الانكشاري أنه قد يستطيع عمل شيء داخل مصر من خلال الإرهاب والخونة.

ثم جاءت الضربة الثانية من خلال منتدى غاز شرق المتوسط، الذي تم تأسيسه في القاهرة في يناير من العام الماضي، وهو أحد أهم أشكال التحالفات حتى اللحظة، والذي ضم إسرائيل ومصر والأردن واليونان وقبرص وإيطاليا والمناطق الفلسطينية، فيما تم عزل سوريا ولبنان وتركيا من المعادلة.

لكي يلتف أردوغان على حصار مصر له، وفي محاولة لتحقيق أطماعه أبرم عقد اتفاق مع حكومة الوفاق الليبية، والذي قوبل برفض يوناني وقبرصي ومصري.

غير أن مصر التي أعادت نفسها بقوة لخارطة القوى الإقليمية الفاعلة، رسمت للانكشاري التركي خطا أحمر في ليبيا وقف يصرخ أمامه عاجزاً عن عمل أي شيء.

واستكمالاً للحصار المصري العظيم لتركيا في البحر الأبيض المتوسط، قامت مصر بتوقيع اتفاق ترسيم حدودها البحرية مع اليونان، وبدأ وارتفع صراخ الانكشاري التركي من جديد.

لقد نجحت مصر العروبة في حصارها لأطماع التركي في خيرات البحر المتوسط، وهو الذي أعتاد نهب خيرات الشعوب. واستطاعت مصر بناء حائط صد تنتهي عنده اطماع التتار الأتراك المغول، ويتلاشى معه حلم الانكشاري الأردوغاني بعثمانية بائدة ذات تاريخ أسود تحاول تلميعه بالكذب والخداع.

كاتب سعودي

‏yamani.osama@gmail.com